عندما يأتي الشِّتاءْ
رحيم الشاهر
تهاجرُ الطيورْ من شعور إلى شعورْ
ويصبحُ أجملُ المناظر ْ
منظرُ الشمس في عينِ السماءْ!
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
ويقفُ الخريفْ
بين صيفٍ تولّى
وشتاءٍ مُستضيفْ
ترى للحُقول
خُضرةَ الوجه الخجولْ
فقد جاءك (المعطفُ) في سُمكِ الرداءْ
**
عندما يأتي الشتاءْ
وترى المدارسْ
مثل وجوه (العرائسْ)
تضحكُ من لآلئ الأطفالْ
00 فقد ولى صيفُكَ (ياظلالْ)
وجاءَ تقبيل ُالرجاءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
في بلادِ الفُقراءْ ،
(فالملابسُ القديمةْ)
هي ذاتُها ترتديها الأجسادُ السقيمةْ ،
وهكذا كانت حياةُ (العظماءْ) !
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
(ومدرستي) بعيدةْ ،
والجراحاتُ (قصيدةْ) ،
امشي لها (وصلاتي) كبرياءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
والعراقُ يبكي حزينْ
ينزِفُ من كُلِّ حنينْ
وينزفُ من بحرِ الدماءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
تسقُطُ أوراقَ الخريفْ ،
ويظلُ أنفُكَ (ياشريفْ) ،
يشُمُّ من أنقى الهواءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
فالزكامُ يذهبُ للفقراءْ ، والسُعالُ يذهبُ للفقراءْ ، (والطينُ) يعلقُ بأقدامِ الفقراءْ ،
وعلى (هامِ) الفقيرِ وقفتْ شمسُ الإباءْ!
شعر- رحيم الشاهر
وفي القصيدة مقاطعٌ اشد وجعا بقيت في مكان آخر!
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
والطيورُ تُهاجرْ
مسافرٌ يسألُ مُسافرْ ،
أين تُصلي إذا عدْتَ فوجدتَ (عُشَّكَ) مُطوّقاً
(بالحيةٌ الرَّقطاءْ ) ؟!
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
ومسيري بين المزارعْ
ومسيري بين المصانعْ ،
هكذا كان زمني الجميلْ ، ناثرا كُلّ الضياءْ!
عندما يأتي الِّشتاءْ
( وأمُّنا الحبيبةْ) صورةٌ على الجدارْ
تراها قريبةْ ، ولكنها رحلت ْفلم يعُد بها (القطارْ)
، تلوحُ كلما لاحَ(المساءْ)
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
والصيفُ يعزمُ على الرحيلْ ،
وربما تذهبُ رحلةُ الصيف بعدَ عامْ
ولكنها تعودُ برحلةٍ للبكاءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
وللفقيرِ غرفةٌ واحدةْ ،
مرةً (قائمةْ) ومرةً (قاعدةْ)
(فالبيضةُ) تتكسرُ
إذا تحركتِ الدجاجةُ في أدنى لقاءْ
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
(وبلادي ) مريضةْ ، أهي فريضةْ
أن تبقى بلاديْ
عُقدةً في فؤاديْ، تنزفُ (السُّعال) ،
ولا تُعطى الدواءْ؟!
**
عندما يأتي الشِّتاءْ
وأنا بعيدٌ عن بلاديْ
اكتمُ صمتَ فؤاديْ
ضائعٌ بين الغرباءْ