عندما يسطو المنافق والانتهازي على استحقاق الأخرين
موسى عبد شوجة
لقد أدى وضع العراق الحالي الذي نعيشه والتي تتحكم فيه توجهات الأحزاب الضيقه الساعية لتحقيق مكاسبها الخاصه إلى تنامي الانتهازيين والمنافقين فيه بشكل واضح وملفت للغاية.
نعم ان مايميز الانتهازي المنافق هو سلوكه المنحرف الذي يشذ عن السلوك القويم لأن مما لا جدال فيه أن احساس المنافق الانتهازي بعقدة النقص، وارتفاع ضجيج الانتقام في روحه المريضة يؤدي إلى تعطيل عناصر التفكير في سلوكه وتعامله بشكل أو بآخر، مما يجعله عرضة للسقوط في منزلق الحقد، والاستعداد للمساومة على أي شيئ.
وسلوك الانتهازي إنما هو انعكاس طبيعي لما يختلج في نفسه من العقد وحب الذات والمصالح الشخصية الضيقة ، هذا بالاضافة إلى عدم تأصل المبادئ في عقيدة الانتهازي ذلك لأن العقيدة فيما لو تأصلت في ضمير الانسان فانها تستطيع أن تهذب الكثير من سلوكياته وترسم له طريقة تعامله مع كل ما يجري حوله وسيقيم وفقاً لمعطياتها علاقته مع المجتمع والأفراد بشكل سليم.
لذا نلاحظ ان هذه الفترة العصيبه التي نعيشها في هذا البلد الجريح والذي بات المنافق والانتهازي يجول ويصول في ميادين البلد ومؤسساته العلمية والمهنية وان سلوكه المشين هاج وماج وأزبد وأرغى وخرج من وكره المعروف كما يخرج الحلزون بعد المطر يتبعه لعابه اللزج البغيض، خرج كعادته يتقيئ سمومه المعتادة من فاحش القول وجزاف السباب والكذب والافتراء على من يمتلك الكفاءة والاستحقاق وفق مؤهلاته وعطائه ، ولم تكن تلك الحالة المقيته للمنافق الانتهازي التي تصنّعها وهي حالة أشبه ما تكون بحالة من يذبح ظل الشاة ليقدمه قربانا لرضا حزبه الفاسد او رئيس مؤسسته ، إلا ضربا من النفاق للظهور بمظهر المحب الودود لمسؤوله ويرفع بتقارير البهتان والكذب والافتراء له عن اهل الكفاءة والمعرفة وذوي الاستحقاق ليحرمهم عن مناصب ومواقع استحقاقهم المشروع من اجل ان يبقى المجال والفرصةسانحه امامه بل حتى مسؤوله الذي كان يكتب له تقاريره المزوره ووشايته الملعونه سابقاً لم يسلم هو نفسه من دنس لعابه النتن بنفخة واحدة من كيره القذر، وكل ذلك لضمان مبتغاه وطموحه المريض.
والتحية لمن كان ومايزال قامة في الصمود والمواجهه صاحب الاستحقاق والكفاءة والعلميةوالذي نأى برسالته العلمية المقدسة وابتعد عن المستنقع الذي أراد المأفون ان يسقطه في فخاخ المكر والطعن بقدراته وادائه العلمي والمهني، ومضى في طريقه شامخا يسعى في مؤسسة اخرى وموقعٍ آخر بعيد عنه.ليعرض عن كـل ما قـال السفيـه فكـل ما قـال هـو فيه ما ضرّ بحــرُ الفـرات يوماً إن خاضت بعضُ الكلاب فيه.فالانتهازي لا يرتكز على أرضية صلبة، وإنما يتحول ويتبدل ويدور مع الريح أينما دارت ولا يقر له قرار.والانتهازي بالطبع لا جذور له ولا أصالة يبحث عن ذاته فلا يجدها فيتعلق بأذيال الآخرين ويستميت في سبيل التلبس بالأصالة فلا يجد نفسه إلا وهو عاري الجسد حافي القدمين، كأنه قد ناله المّس لحالة العقد المزمنة التى يعانيها ... فهو دائما وبدون شعور منه يتقيأ عقده المزمنة، و يحاول بسماجة أن يسربل نفسه السقيمة برداء الأصالة، ومرة نجده عندما يحس بالعجز الذاتي وهوان النفس وفقدان الحيلة وتتزاحم عليه سهام عقد النقص، يرمي المخلصين في محاولة يائسة بحمم اكاذيبه أشبه ما تكون بقرع الطبول على ايقاع شاذ تصطك منه الأسماع ولا يسع للمرء الصالح مهما كان مستواه إلا أن يصم أذنيه من ضجيجها،
نعم الانتهازي المنافق هو إنسان اناني يتمتع بمرونة عجيبة ، غير مبدئي ، براغماتي ، فهو شخص مجرد من أي مبدأ أو عقيدة أخلاقية أو فكرة أو مذهب معين عدا المبدأ النفعي الخاص و سرعان ما ينقلب على أقرب الناس إليه ، فهو لاعب ماهر يجيد كل الأدوار ، و هو يخاطب ابناء مؤسسته او دائرته الوظيفية او بيئته معتمدا على المراوغة ليمارس نشاطه وفق أيديولوجية الانتهاز ، و هو أفضل من يقوم بتزييف الحقيقة ، و يقوم بدور خطير في تزييف الواقع برمته مقابل مصالح شخصية حول حصوله على منصب او منافع مادية. و بما أن هدفه في العيش هو براغماتي في الأصل ،فهو يسعى دائما إلى تجميد المفاهيم و فبركتها بحيث تخدم أهدافه المرحلية ، و يزين الواقع بما يخدم مصالحه ، و هو العدو اللدود للحقيقة و يبذل كل جهده لكي لا تظهر.و عادة ما يسعى الانتهازي إلى تحقيق أغراضه ومصالحه بوسائل لا يجيدها سواه، أولها النفاق لمن هم أعلى والصعود على أكتاف غيره ، والطعن بالآخرين الذين يملكون مؤهلات وكفاءة عاليه..واصحاب مبدأ ونبل وكياسه ومستوى أخلاقي رفيع..وبذلك يسعى حثيثا للطعن في سمعة هؤلاءالمؤهلين ذوي الكفاءة والاختصاص والمستحقين فيسطو على استحقاقهم ويتسلق كالقرد الممسوخ على اكتافهم...فيعمد الانتهازي المنافق إلى تشويه سمعة هؤلاء والأساءه لهم والتحريض عليهم...هادفا لفسح المجال امام تطلعاته الشخصية البغيضه حيث يتمادى بخلق المشاكل ونسج المؤامرات والوقيعة، و يقضي كل وقته بين مكاتب الاحزاب ورؤساء الدوائر والجامعه ...بالطبع فأنه يشغل جل وقته في كنابة التقارير الوهميه للطعن في اداء الاخرين وتشويه سمعتهم العلميه والمهنيه .ويعتبر الانتهازي عادة شخصا فاشلا لا يبني نجاحه على بذل الجهد والاجتهاد في عمله بأخلاص وأمانه، فليس لديه ما يقدمه غير المداهنة، ومن وجهة نظره أن أفضل مكان له يكون في موقع مستشاري السوء لا الصدق والعون، ومثل تلك الأساليب سرعان ما يفوح فسادها، فو لاؤه لمصالحه ووقته لأموره الشخصية وعلاقاته لمنفعته، وهنا بالطبع سيخلق هذا الانتهازي الضرر الجسيم و البالغ الذي سيقع على مصالح المؤسسة العلمية بما في ذلك مصالح الأساتيذ والموظفين والطلبه ومنتسبي باقي الدوائر والمال العام .ولهذا لا نستغرب عندما تتفشى السلبية والعزوف عن العمل الصائب في اختيار القيادات الجامعية ورؤساء الدوائر ومن يشغل المناصب المهمه، ويتم فسح المجال لهؤلاء الانتهازيين والمنافقين..وتشجيعهم بالسطو على استحقاق الأخرين..فأنما ستكون عواقب البلد عواقب وخيمه تطل على مستقبل أسود وداء عقور سيصعب علاجه والشفاء من تداعياته واخطاره.والانتهازي يرى نفسه فلتة من فلتات الزمن، وينسى أن من صفات الانتهازية المذلة أن يكون صاحبها تابعاً وليس متبوعاً.وتكون لغة الانتهازي دائما مغايرة للغة اهل الكفاءة والعطاء والنبل، فنهب المال العام وتوزيع الغنيمة عند الانتهازي شطارة، والكذب فطنة وذكاء ...والصدق بلاهة وقلة حيلة، ....والنفاق عنده مهارة، والتعفف قلة عقل، ...والانتهازي لا يقف عند حد، ولا يثبت على مبدأ واحد، ولا يصبر على مكان واحد، لذلك أول ما يتقنه الانتهازي جيداً هو تفصيل الأقنعة وإجادة النفاق...للاستحواذ على المنصب والسلطة.
حتى يبدو وكأنه الأصلح لكل شيء والفاهم في كل شيء في العلاقات وفي إدارة المؤسسة العلميه او المهنية ،والنتيجة ستكون خسارة عظمى لطموح ومستقبل وخطى واهداف المؤسسة العلمية .
وان سطوة الانتهازي المنافق على قيادة هذه المؤسسات جاءت لتلبية منافعه الشخصيه فقط ..وهي لاتسعى بالبته ان تطور او تسهم في بناء تطلعات المؤسسه العلمية وتوجهاتها . وللانتهازي المنافق حاسة شم قوية، وهو ذو دراية ومعرفة بالأكتاف التي تؤكل والأكتاف التي يتسلق عليها ليعلو على حساب اصحابها ويظفر..باشغال المنصب وامتلاك السلطة التي تخدم مصالحه الشخصية
لكن بيت طموح هذا الانتهازي المنافق بالتأكيد أوهن من بيت العنكبوت..وستثبت الأيام ذلك.
******************************