كتابة بقلم رصاص .. وحبر جاف
صلاح شمشير البدري
نبتدأ بمقولة للدكتور علي الوردي (يجوز لنا أن نصف الشعب العراقي بأنه شعب حائر، فقد انفتح أمامه طريقان متعاكسان، وهو مضطر أن يسير فيهما في آن واحد .
مشكلتنا نحن في الشرق الادنى كما يسمينا الغرب
قراراتنا خليط من العاطفة ومواقف نحكم على أساسها دون أن تكون هناك نظرة في الأفق ،فسرعان ماتتبدل الآراء ، حيث غالبية الشعب ومنذ 2003 وبعد خروجنا من فترة قاسية مؤلمة ، قد يسميها البعض جيل الطيبين ممن لم تضر مصالحهم ، ودون ربطها بالواقع السياسي آنذاك ،أنقسم الشعب على أثره الى مجموعات مجدت أشخاصا لم يكونوا أهلا للمسؤولية ،وبعد أن أنكشف حقيقتهم ، صار من الصعب أزاحتهم ، لأنهم كونوا قوى مرعبة لا تبقي ولاتذر من يقف في طريقها ، لمقطع فيديو سابق لهيثم الجبوري رئيس اللجنة المالية لمجلس النواب العراقي السابق ، وهو يكاد يبكي من حرصه على المال العام ، ثم تبين سرقته عشرات المليارات . والمضحك المبكي أنه سدد قسم منها ، ولم يملك تسديد الباقي .
ثم نور زهير الذي اختفى هو الاخر بسيناريو حادثة السير بلبنان ، والذي خرج علينا كالحمل الوديع ، صاحب البطولة المطلقة لفلم سرقة القرن ولا نعرف لحد الأن من هم أصحاب الادوار الثانوية واين اموال سرقة القرن ؟ وهذه أمثلة بسيطة وماخفي أعظم ،الكل برئ فمن السارق ؟ والكل مظلوم فمن الظالم ، يبدو أن الشعب هو الملوم ويتحمل ماجرى ويجري عليه ،هو الظالم لأنه أختار لنفسه أن يعيش وسط قصص من الخيال العلمي ، والانتخابات قادمة ومرة أخرى اختبار جديد أمام الشعب العراقي لأختيار من يعمل للمصلحة العامة ، لشخصية المرشح وبرنامجه لخدمة المجتمع عموما لا أنتماءه السياسي والعرقي
والاصلاح والتغيير يبدأ من المواطن ، حتى لايعود ويندب حظه ، وآنذاك ،
ينطبق علينا قوله سبحانه وتعالى
(وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)