في رحاب الغدير

← بواسطة azzaman

في رحاب الغدير

حسين الصدر

-1-

قال تعالى :

( يا أيها الرسول بَلِغْ ما أنزل اليك من ربك وانْ لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)

المائدة / 67

-2-

والسؤال الآن :

ما هو الأمر الذي أمرت به السماء النبي (ص) أنْ يبلغه وأولته من الاهتمام الدرجة القصوى حيث جعلت ترك تبليغه بمثابة الامتناع عن تبليغ الرسالة ؟

والجواب :

انها مسألة ولاية الأمر – أي قيادة الأمة في شؤونها الدينية والدنيوية من بعده – وهنا لابُدَّ ان نبيّن :

انّ الاصطفاء الإلهي لا يكون للانبياء فقط بل هو للانبياء واوصيائهم (عليهم السلام)

ومن هنا :

كانت الإمامة عندنا من أصول الدين وليست من فروع الدين تماماً كما هي النبوة .

انّ النبي (ص) لم يعين عليّاً وصيّا من بعده بقرار منه وانما هو بأمر الهي واجب التبليغ .

واليك التفاصيل

بعد أنْ قَفَلَ النبيُّ (ص) راجعا من مكة الى المدينة في حجة الوداع ، وحين اقترب الركب الطاهر من ( الجحفة ) وظهر من بعيد ( غدير خم ) نزلت هذه الآية المباركة

فاوقف النبي (ص) الجموع الغفيرة ولم يكن له شيء يستظل به الاّ بضع شجيرات، فصلّى بهم (ص) صلاة الظهر ، وصنعوا له منبراً مِنْ أحداج الإبل ارتقاه فقال في جملة ما قال :

أيها الناس :

مَنْ أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟

قالوا :

الله ورسوله أعلم

قال (ص) :

إنّ الله مولاي،

وأنا مولى المؤمنين ،

وانا أولى بهم من انفسهم فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه

قالها ثلاث مرات

ثم قال :

اللهم وال من ولاه

وعاد من عاداه