ديالى تحقّق أعلى فائض في إنتاج الحنطة منذ 2003

معمل سرّي يصنع الحلقوم في ظروف أشبه بالمستنقع

ديالى ــ سلام الشمري

أعلنت اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ديالى، عن تحقيق فائض تاريخي في إنتاج محصول الحنطة هو الأعلى منذ عام 2003، مؤكدة تجاوز المحافظة مرحلة الاكتفاء الذاتي في خطوة تعكس نجاح الموسم الزراعي لهذا العام رغم تحديات الجفاف وغياب الدعم الحكومي.وقال رئيس اللجنة رعد مغامس لـ(الزمان) أمس، إن (ديالى تقترب من تسجيل أعلى فائض في إنتاج الحنطة منذ عام 2003، بعدما تجاوزت مرحلة الاكتفاء الذاتي، وهو ما يعد مؤشراً على نجاح الموسم الزراعي لهذا العام بشكل غير مسبوق)، مشيرًا إلى أن (هذا الإنجاز تحقق رغم محدودية الدعم الحكومي وارتفاع أسعار البذور والأسمدة ومستلزمات الإنتاج، فضلاً عن تأثيرات الجفاف).

نتائج ملموسة

وبيّن مغامس، أن (القطاع الزراعي في ديالى أثبت قدرته على الصمود وتحقيق نتائج ملموسة في مواجهة الظروف الصعبة)، مشددًا على أن (الخطة الأمنية المرافقة لموسم الحصاد نجحت في تأمين أكثر من 450 ألف دونم من الحقول الزراعية دون تسجيل أي حرائق بدوافع إرهابية). وأضاف مغامس، أن (حالة الاستنفار التي استمرت لسبعة أسابيع ساهمت في تأمين مصادر رزق آلاف الفلاحين ومنع أي خروقات أمنية)، لافتًا إلى أن (عملية تسويق الحنطة إلى مخازن وزارة التجارة تسير بانسيابية عالية عبر اللجنة المركزية، فيما لم يتجاوز إجمالي الحرائق المسجلة 12 حادثة فقط، التهمت نحو 100 دونم من الأراضي المزروعة، وهو ما اعتبره نسبة ضئيلة جداً قياسًا بالمساحة الكلية المزروعة في المحافظة). وتعد محافظة ديالى واحدة من أبرز المحافظات الزراعية في العراق، إذ يعتمد اقتصادها المحلي بشكل كبير على إنتاج الحبوب، ولا سيما الحنطة والشعير، غير أن القطاع الزراعي في ديالى واجه خلال السنوات الماضية تحديات متراكمة تمثلت في موجات جفاف متكررة، وتراجع مناسيب الأنهار والسدود، فضلاً عن ضعف الدعم الحكومي وارتفاع كلفة مستلزمات الإنتاج، ما أدى في كثير من المواسم السابقة إلى تراجع الإنتاج وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي. وتشهد محافظة ديالى، منذ سنوات، تحديات متزايدة في ملف الرقابة الصحية على المواد الغذائية، نتيجة اتساع النشاط التجاري العشوائي وافتتاح معامل إنتاج غير مرخّصة في مناطق نائية أو بعيدة عن أعين الأجهزة الرقابية، وغالباً ما تتم عمليات إنتاج هذه المواد خصوصاً الحلويات والمعجنات بوسائل بدائية وفي بيئات تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط السلامة الصحية. وقال مدير إعلام دائرة صحة ديالى فارس العزاوي لـ(الزمان) أمس، إن (فريقاً مشتركاً من الدائرة، وبدعم من جهاز الأمن الوطني، تمكن من ضبط معمل متخفي في ناحية كنعان التابعة لقضاء بعقوبة لإنتاج مادة الحلقوم، وهي من الحلويات التي يستهلكها المواطنون بكثافة، خاصة في الأعياد والمناسبات).

طرق بدائية

وأضاف العزاوي، أن (ما تم ضبطه مثير للقلق، حيث تجري عمليات الإنتاج بطرق بدائية جداً، ودون مراعاة لأي سياقات صحية أو بيئية، ما دفع الجهات المعنية إلى إغلاق المعمل فوراً، وإحالة القائمين عليه إلى المحاكم المختصة لمحاسبتهم وفق القانون)، مشيراً إلى أن (الإنتاج كان واسعاً، والمخالفات جسيمة، وقد تم التعامل معها بحزم).

وأكد العزاوي، أن (تعاون المواطنين ساهم بنسبة تصل إلى 80 بالمئة في كشف وردع المعامل غير النظامية التي لا تلتزم بالإجراءات الصحية في إنتاج الأغذية)، موضحاً أن (دائرة الصحة تتعامل فورياً مع أي معلومات تصلها عن وجود مثل هذه الأنشطة). من جهته، أعلن رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي، دعمه الكامل لإجراءات دائرة الصحة في إغلاق أي معمل يخرق الضوابط الصحية، مؤكداً أن (المعايير الصحية أساسية لتفادي تحويل الأغذية إلى مصدر للأمراض، ولا تهاون مع أي جهة تهدد سلامة المواطنين).