سباحة العراق 37 عاماً من الركود

ياسر معيوف حنتوش

في عام 1985، دوّن السباح العراقي عبد الرضا محيبس إنجازًا يُحسب له ولرياضة السباحة في العراق، حين حقق رقمًا وطنيًا في سباق 100 متر ظهر بزمن قدره 1:03.47 دقيقة. هذا الرقم ظلّ صامدًا على لوحة الشرف لعقود طويلة، حتى جاء الشاب عمر صاحب كاظم في عام 2023، وتمكن من كسره بفارق طفيف، في إنجاز يُحسب له دون شك  .. صمود رقم واحد فقط طيلة 37 عامًا ، يعكس صورة حقيقية لحالة ركود شاملة تعانيها رياضة السباحة في العراق. ففي الوقت الذي كانت فيه بلدان الجوار تتسابق لتطوير قدراتها في رياضات الماء، كانت سباحتنا تمضي على استحياء، دون رؤية واضحة أو استثمار حقيقي في الطاقات.

أسباب الركود ليست خفية:

•  قلة المنشآت الحديثة : المسابح الأولمبية تُعدّ على الأصابع، والمرافق التي تصلح للتدريب الاحترافي نادرة خارج العاصمة.

•  نقص الكوادر المؤهلة: لا يكفي أن يكون هناك مدرّب، بل نحتاج إلى مدرّب متخصص ومُجّدد باستمرار، وهو ما لا يتوافر في كثير من الأندية.

• ضعف الميزانيات: الدعم المالي لا يتناسب مع طموح صناعة الأبطال. ميزانيات الاتحادات محدودة، وما يُصرف فعليًا أقل مما يُعلن.

•  غياب الكشـف المبكر: لا توجد منظومة واضحة لاكتشاف وتطوير السباحين الصغار في المدارس أو في منتديات الشباب والاندية المحلية.

•  الجهد الفردي وحده لا يكفي: معظم من مثّل العراق في البطولات اعتمد على نفسه أو دعم عائلته، في غياب منظومة احترافية ترعى مسيرته  الرياضية.

هل كسر الرقم هو النهاية؟

بالتأكيد كلا. كسر رقم بعد 37 عامًا لا يعني أن الأمور على ما يرام. بل ربما يكون هذا الكسر بداية لصحوة نحتاجها بشدة. لكن إن لم تُترجم هذه اللحظة إلى خطة شاملة للنهوض بواقع السباحة، فسوف ننتظر رقماً آخر لسنوات طويلة.

ما المطلوب؟

•  إنشاء مسابح أولمبية حديثة في كل محافظة.

• تأهيل وتطوير الكوادر الفنية والتدريبية.

• تبني مشروع وطني لرعاية السباحين الواعدين.

• تفعيل دور الأندية والجامعات في نشر ثقافة السباحة.

مهارة حياة

  وختاما اقول ان السباحة ليست رياضة ترفيهيه بل مهارة حياة ، وهي جزء من هوية الأمم المتحضرة. أن نُحطم رقمًا بعد 37 عامًا، لا يجب أن يكون نهاية مطاف، بل نقطة انطلاق نعيد فيها الاعتبار لرياضة السباحة، ونمهد الطريق لجيل يرفع راية العراق على منصات التتويج ليس في الحاضر فقط، بل في المستقبل القريب.