اللـه بالخير رياضة
ضيعنا التأهل وإنتقلنا للملحق
اكرام زين العابدين
بايدينا أضعنا فرصة التأهل المباشر لمونديال 2026 بعد ان فرطنا بنقاط سهلة نتيجة رعونة اللاعبين ومدربهم الاسباني كاساس ، وكذلك عدم التعامل العقلاني من قبل الاتحاد والجماهير والاعلام مع هكذا احداث رياضية تحتاج الى صبر وعمل نفسي وفني طويل.
كنا سعداء لاننا عدنا للعب على ارضنا وبين جماهيرنا في البصرة ، وعلى اثر ذلك اعتقد اغلب المتابعين ان الفوز سيكون حليفنا في اي مباراة تجري على ملعب جذع النخلة في البصرة لان الجماهير ستكون اللاعب رقم 12 مع الفريق، وان الفرق ستندب حظها وستتجنب الخسارة باهداف كثيرة فيه .
لكن سعادتنا باللعب على ارضنا لم تكتمل ولم ننجح في تحقيق ما كنا نخطط له لاننا كنا نعتقد ان لدينا فرصة الحصول على (15) نقطة او اقل سنجمعها في مباريات البصرة وعلى اثرها سنضمن بنسبة كبيرة اللعب بالمونديال المقبل.
ولا اعرف ماذا نقول للشخص او الجماعة التي اطلقت مقولة (كراج حويدر) على ملعب البصرة من اجل اخافة المنتخبات والفرق التي تعلب فيه ، وزاد على ذلك اطلاق بعض الهتافات المسيئة والخارجة عن الروح الرياضية التي كانت تطلق هنا وهناك على منافسينا مما جعل البعض يعتقد ان العراق دخل معركة حقيقية وليس مباراة لكرة القدم لمدة (90) دقيقة .
وتسببت هذه الافعال السلبية في زيادة الضغوط والشحن الزائد على لاعبينا وجعلتهم يفقدون التركيز ويستعجلون تحقيق الفوز في كل مباراة ، وعلى اثرها تراجع مستوى اداء الفريق ولم نحقق الفوز الا على عمان وفلسطين ، وتعادلنا مع الكويت والاردن وخسرنا امام كوريا الجنوبية اي اننا جمعنا نصف العدد من النقاط وصعبنا المهمة على انفسنا .
ولعبت البرامج الرياضية دوراً سلبياً جداً واسهمت بالتشويش على المنتخب ، ولا اعرف اين هي هيئة الاتصالات والاعلام من رصد هذه التجاوزات في هذه البرامج التي كانت احد اسباب تراجع نتائج المنتخب ، وكان من المفترض ان تحاسب وتمنع من يتجاوز حدوده في العمل الاعلامي.
اما مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها وبهذا الفضاء المفتوح الذي اتاح الفرصة للجميع بان يدلوا بدلوه ، وان يكون اعلامياً ومدرباً ومحللاً ، بل وخبيراً بكرة القدم ، وبعض البرامج الرياضية اعتبرت نفسها ناجحة بعملها ، لان اعتمدت نسبة المشاهدة العالية بهذه المواقع كمقياس للنجاح، وانها لم تهتم بالمضون الصحيح بل انها بحثت عن الانتشار السلبي او (الطشة) كما يقال.
ولنتفق ان مستوى كرتنا مازال يراوح في مكانه ولا يمكن مقارنته بمنتخبات اليابان وايران وكوريا الجنوبية واستراليا واوزبكستان والاردن ايضا ، وان الفوز الذي تحقق على اليابان في كأس آسيا قطر 2024 ، جاء نتيجة اداء رجولي لفريقنا لن يتكرر بسهولة.
ان منتخبنا ضيع فرصة العمر بالتأهل المباشر من المجموعة الاسيوية الثانية ، وسيتنافس بالملحق ويقارع المستوى الثاني لفرق آسيا وهذه مهمة صعبة وحقيقة مؤلمة لان خسارة مباراة واحدة ستبعدك عن حلم التاهل للمونديال ، اضافة الى ان الاتحاد الدولي والآسيوي يخططون بشكل غير مباشر لضمان تأهل منتخبا السعودية وقطر من خلال منحهما حق استضافة تصفيات الملحق المقبلة.
وهنا يجب ان نشير الى نقطة مهمة وهو فشل العمل الاداري في منظومة الكرة العراقية ، لاننا لاحظنا بشكل واضح المشاكل الكثيرة التي ظهرت على السطح مع كل مباراة للمنتخب، والتدخل المباشر او غير المباشر بعــــــــمل المدرب الفني ، مما جعلنا بلد المليون مدرب ومحلل وخبير بكرة القدم العراقية ، ونحتاج الى الـــــــــــعمل بـــــــهدوء وبــــــــعيد عن الضوضاء والشــــــــــوشرة ، لان النجاح يتحقق بالعمل الصحيح وليس في الاجواء الصاخبة.