الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل سنشهد اتفاقاً أمريكيا إيرانيا نووياً قريبا ؟

بواسطة azzaman

هل سنشهد اتفاقاً أمريكيا إيرانيا نووياً قريبا ؟

سامي الزبيدي

 

  أمريكا وعلى لسان رئيسها ترامب متفائل بالحل السلمي لملف إيران النووي وقال أكثر من مرة ان إيران تريد التوصل الى اتفاق حول برامجها النووية وبالمقابل فان إسرائيل تلوح باستخدام القوة في التعامل مع الملف النووي والصاروخي الإيراني وهذا ما يعارضه الرئيس الأمريكي على الأقل في الوقت الحالي حيث المفاوضات الغير مباشرة بين أمريكا وإيران مستمرة لكن رفع غص الزيتون وانتظار التوصل الى حل سلمي للازمة لن يستمر طويلا كما صرح أكثر من مسؤول أمريكي وفي مقدمتهم الرئيس ترامب ووزير خارجيته, وفي المقابل فان إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وأعلنت على لسان أكثر من مسؤول وبتحد أنها لن تخضع للتهديد وأنها ستدافع عن مصالحها وبلدها إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي وإسرائيلي وان القواعد العسكرية والمصالح الأمريكية في المنطقة سيتم ضربها ,الى هنا والعالم يترقب وأغلب المحللين العسكريين والسياسيين يتوقعون قيام أمريكا وإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية قوية لإيران تستهدف منشآتها النووية وبرامجها الصاروخية في حالة عدم موافقتها على الشروط الأمريكية , السؤال المهم هنا ماذا لو أصرت إيران على  البقاء على مواقفها وامتنعت عن إيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم العالية وبرامجها النووية التي تدعي أنها سلمية والتي تحول حولها الشكوك من ان هدفها إنتاج سلاح نووي وعدم التعرض لبرامجها الصاروخية ؟ هل فعلاً ستقوم أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية قوية لها تدمر فيها كل شيء ؟ يميل بعض المحللين ومن خلال التجربة الطويلة من التهديدات الأمريكية لإيران خلال أكثر من ثلاثين سنة ان أمريكا لن تضرب إيران خصوصا وان الرئيس الأمريكي ترامب لا يميل للعمل العسكري والحرب  كحل للازمات وهو الذي الذي أوقف التنسيق العسكري مع اسرائيل التي تهدد بتوجيه بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ولم يوافق على ذلك في المرحلة الحالية وما تقوم به أمريكا هو ممارسة اكبر ما يمكن من الضغط السياسي والعسكري على إيران ولأسباب معروفة فإيران تمتلك علاقات سرية مع أمريكا والبلدان لهما مصالح مشتركة في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب وإيران هي القوة الكبرى في منطقة الخليج العربي التي تهدد كل دول الخليج التي تحتمي بأمريكا منها وأمريكا تستنزف مئات مليارات الدولارات سنوياً من دول الخليج العربي ثمن لشراء أسلحة ومعدات أمريكية كما تتحمل دول الخليج العربية صرفيات القواعد العسكرية الأمريكية في هذه الدول ناهيك عن حصول أمريكا على النفط الخليجي العربي بكميات كبيرة وبأسعار مخفضة يضاف الى ذلك كله العلاقات الاقتصادية الكبيرة التي تربط دول الخليج بأمريكا وإذا ما تم تدمير قدرات إيران العسكرية من قبل أمريكا فكيف تهدد إيران دول الخليج حتى تستنزفها أمريكا ؟ وإذا ما تم توجيه ضربة قوية لإيران تدمر قدراتها النووية والعسكرية فان دول الخليج العربية ستكون بمأمن من الخطر الإيراني الدائم عليها وربما لا بل بالتأكيد ستقلل من عمليات شراء الأسلحة والمعدات الأمريكية الباهظة الثمن وتقليل التبادل التجاري معها وربما تطلب بعض الدول الخليجية غلق القواعد الأمريكية فيها لهذه الأسباب يعتقد الكثير من المتابعين ان أمريكا لن توجه ضربة قوية لإيران إذا لم توافق على الشروط الأمريكية وربما ولذر الرماد في العيون سيتم توجيه ضربة محدودة لن تقضي على برامج إيران النووي والتسلحيي كلياً بل ستعطله مؤقتاً خصوصاً وان إيران وافقت على قيام وكالة الطاقة الذرية بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية المعروفة والسرية وستقوم أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران كما حدث في زمن الرئيس الأمريكي الأسبق اوباما وستعود لعبة القط والفار بين أمريكا وإيران وستبقى إيران شرطي الخليج القوي الذي يهدد دول الخليج والمنطقة, إنها لعبة المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية المهم ان كل هذه التداعيات والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية وما تمخضت عنها من عدة جولات من المفاوضات الغير مباشرة بين أمريكا وإيران هو ضمان أمن اسرائيل فأمنها خطاً احمراً يمكن تجاوزه لا من إيران ولا من اذرعها في المنطقة وان اسرائيل ستبقى بمأمن من أي تهديد جدي نووي إيراني أو غيره وستبقى الدولة الأقوى في الشرق الأوسط بدعم أمريكي وأوربي كبير, ولا زالت جولات المفوضات الغير مباشرة بين أمريكا وإيران تجري كل أسبوع وسيعرف العالم ما ستؤول إليه هذا المفوضات من نتائج ان عاجلا أو آجلا وعلى الأرجح وكما أكد الرئيس الأمريكي ترامب أكثر من مرة ان إيران ستوقع على اتفاق مع أمريكا بخصوص برامجها النووية.


مشاهدات 61
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2025/06/02 - 3:07 PM
آخر تحديث 2025/06/04 - 5:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 418 الشهر 4140 الكلي 11138794
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير