سطرٌ لم يُكتَب
مَهدي سهمْ الرُبيعي
أنا وهذه وتلكَ، ما بتْنا على عَتَبِ
ولا نُسيلُ الهوى للريحِ والسُّحُبِ
نَجِفُّ في وقفةٍ، كالعطرِ مُنْبَتِراً
عن الزمانِ الذي ولّى بلا سببِ
كلُّ الجهاتِ صدى، كلُّ الرؤى شَجَرٌ
يمتدُّ فينا، ولا نمضي إلى الطَّلَبِ
تُنادينا خطانا، ثمّ نخذلُها
كأنّنا الظلُّ لا يُملي على التّعبِ
أنا وهذه وتلكَ، لا شيء يجمعُنا
إلا ارتباكُ المدى في همسةِ الهُدُبِ
يا أيها الليلُ، خذنا دونما هدفٍ
علّ الضياعَ طريقٌ نحو منتَحَبِ
أنا وهذه وتلكَ، والأنفاسُ مُنسكبَةٌ
كأنّنا ومضاتُ الحلمِ والسُّحُبِ
نسيرُ نحوَ دروبٍ لا ملامحَ لَها
كأنّنا النبضُ في أعطافِ مغتربِ
نُخبّئُ الحزنَ في أهدابِ أعينِنا
ونرسمُ الصمتَ أغنيةً على الخشبِ
نسائلُ الوقتَ ..هل في البابِ ثانيةٌ
فينثني دونَ أن يُلقي لنا عَتَبِ
أنا وهذه وتلكَ، في تساؤلِنا
ضياعُ نايٍ، وغيمٌ هاربُ الطَّرَبِ
فإنْ مشينا، تَثَنّى التيهُ في خُطُطٍ
وإنْ وقفنا، تمادى الوجعُ في الشُّهُبِ
أنا وهذه وتلكَ ،،الآنَ ننعطفُ
نحوَ الخُفوتِ، كصوتٍ ضاعَ في الكُتُبِ
ما عدْتُ أدري ..أأمضي بي، أم أرجعُ
أم أنّني سَطرٌ أُنسيَ في مفاتِحِهم، ولم يُكتَبِ