إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة ضحيتها 27 شهيداً والأمم المتحدة:
إستهداف المدنيين في المواصي جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها
غزة - الزمان
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن الهجمات القاتلة على مدنيين حول مواقع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، تشكل جريمة حرب. وقال تورك في بيان أمس إن (الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة)، وأضاف إن (الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي وجريمة حرب)، وتابع إنه (لليوم الثالث على التوالي، استشهد أشخاص حول مركز توزيع مساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية، كما أُبلغنا باستشهاد وإصابة العشرات)، ولفت إلى إن (الفلسطينيين يواجهون أصعب الخيارات، إما الموت جوعا أو المجازفة بأن يُقتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء الشحيح الذي توفره آلية المساعدة الإنسانية الإسرائيلية المُسلّحة)، واوضح تورك إن (كل هجوم وقع قرب مراكز المساعدات، يجب أن يخضع لتحقيق فوري ونزيه)، وشدد على القول إن (المسؤولين يجب أن يُحاسبوا). وأعلن الدفاع المدني في غزة، استشهاد 27 فلسطينيا، بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح في جنوب القطاع. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن (27 شهيدا وأكثر من 90 مُصابا نقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس، وهي حصيلة المجزرة بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات الأمريكية قرب دوار العلم في منطقة المواصي غرب رفح)، مؤكداً إن (قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار من الدبابات والطائرات المسيرة على آلاف المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر امس قرب دوار العلم، وكانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأمريكي في رفح للحصول على مساعدات غذائية)، وأوضح بصل إن (عملية نقل المصابين والشهداء تسير بصعوبة بسبب إطلاق النار المتكرر من الاحتلال، والأعداد الكبيرة من المواطنين). وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية التي تديرها شركة أمن خاصة أمريكية ومتعاقدة مع الولايات المتحدة واسرائيل توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 أيار الماضي. وأعلنت المؤسسة في بيان أمس أنها (وزعت سبعة ملايين وجبة منذ بدء عملياتها قبل أسبوع، لكن اتسم توفيرها بمشاهد فوضوية وتقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية قرب مراكز التوزيع). ويقع دوار العلم على بُعد نحو كيلومتر واحد من مركز توزيع أقامته مؤسسة غزة الإنسانية بالتعاون مع إسرائيل. وتدير المؤسسة ذات التمويل الغامض شركة أمنية خاصة أمربكية. ورفضت الأمم المتحدة وهيئات إغاثة أخرى التعاون معها قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية وأن الهدف منها تنفيذ أهداف إسرائيل العسكرية في غزة. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه (على بعد نصف كيلومتر عن المركز، رصدت القوات عددا من المشتبه فيهم الذين تحركوا نحوها متجاوزين الطرقات المحددة لهم)، وأضاف إن (القوات نفذت عملية إطلاق نار بغية إبعادهم، وعندما لم يبتعدوا، نفذت عملية إطلاق نار أخرى بالقرب من عدد من المشتبه فيهم الذين واصلوا التقدم نحو القوات)، وأضاف إنه (يتحقق من التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا). كما قال مصدر عسكري أمس إن (الجيش أطلق طلقات تحذيرية باتجاه عدد من المشتبه بهم كانوا يتقدمون باتجاه الجنود). وكانت رانيا الأسطل، وهي نازحة في الثلاثين من عمرها في منطقة المواصي قد أكدت إنها (خرجت مع زوجها لمحاولة الحصول على طعام من المركز، تاركة أطفالها مع والدتها في خيمتهم)، وأضافت (بدأ إطلاق النار بشكل متقطع نحو الخامسة فجرا، وكلما اقترب النازحون من دوار العلم، كانوا يُستهدفون بإطلاق النار، لكن لم يبالوا واندفعوا جميعا في الوقت نفسه، حينها بدأت القوات بإطلاق النار الكثيف).