فَنُّ الكتابة عن الأعلام
حسين الصدر
-1-
معظم الذين كتبوا في تراجم الرجال اتخذوا القوالب الجامدة في التعريف بهم ..!!
فهم يهتمون :
بتاريخ الولادة ومكانها ، وبما دَرَسَهُ المترجم من علوم ،
ومَنْ هم اساتذته ؟
ومَنْ هم طلاّبُه ؟
وما هي مؤلفاتُه ويسردونها واحداً بعد واحد ..
-2-
أما كيف كان يتعامل مع طلابّه ؟
وكيفَ كان حين يخلو مع أصدقائه في جلساتهم الخاصة ؟
هل كان مَرِحاً ؟
هل كان قادراً على ايراد النكته اللاذعة ؟
هل كان يحفظ شيئا من الشعر ويستشهد به في مجالسه ؟
هل كان شاعراً ؟
وكيف كانت متابعاتُه للاحداث العالمية والإقليمية ؟
هل كان محبوبا من الناس ؟
هل كان مِنْ مُدْمِني القراءة والكتابة ؟
هل كان من الحكّاكين حين الكتابة ؟
هل كان سريع البديهة حاضر الجواب ؟
الى عشرات من الحالات والأوضاع الأخرى ...
ان ذلك كله يصوّر الرجل في كل جوانب حياته العلمية والعملية .
-3 –
والمثال الأبرز لمن نجح في إظهار مختلف الابعاد لمن كتب عنهم هو المرحوم الاديب الكبير الأستاذ جعفر الخليلي في كتابه ( هكذا عرفتهم ) بأجزائه السبعة .
-7-
انّ الترجمة المنصفة هي تلك الترجمة التي تذكُر مالَهُ وما عليه ، والتي تواكب مساره ونشاطاته ومبادراته ومشاريعه ومواقفه في مختلف القضايا الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ... ونجاحاته واخفاقاته وتكون بمثابة المرآة الصافية التي تريك الرجل على حقيقته .