إجراءات حكومية لمعالجة أزمة الطاقة وسط نقص حاد بالتجهيز
(الزمان) تنقل معاناة المواطنين من إنقطاعات الكهرباء
بغداد - لزمان
يتصاعد استياء المواطنين في بغداد والمحافظات٬ بسبب استمرار أزمة نقص الكهرباء والانقطاعات المتكررة٬ بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من معاناة الأهالي اليومية. وعبر مواطنون لـ (الزمان) امس عن (سخطهم من تدهور واقع الطاقة رغم الوعود الحكومية المتكررة بإيجاد حلول جذرية، وسط مطالبات بتحسين الخدمات ومعالجة الأسباب الهيكلية التي تعيق استقرار تجهيز الطاقة٬ وإيجاد حلول حقيقية).
طلب متزايد
في وقت تستكمل وزارة الكهرباء استعداداتها لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة خلال فصل الصيف الجاري، مؤكدة جاهزية خطوط النقل وتنفيذ خطط الصيانة والتأهيل للوحدات التوليدية، فيما شددت على ضرورة تأمين الوقود الكافي لتشغيل محطات الإنتاج وتجنب الانقطاعات المتكررة. واوضح المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح امس ان (الوزارة أنهت تهيئة الخطوط الناقلة ووسّعت محطات الإنتاج عن طريق إضافة محولات القدرة)٬ مبيناً ان (إنشاء خطوط ناقلة جديدة بين المحافظات سيسهم في تحقيق مناورات بالأحمال الكهربائية، ما يرفع من كفاءة التوزيع الوطني)٬ وأضاف موسى ان (الوزارة بحاجة إلى وقود لتشغيل محطات التوليد، سواء مستورد أو محلي)٬ مؤكداً ان (أي نقص في هذه المادة يضعف كفاءة منظومة الإنتاج)٬ واشار الى (استمرار التفاهمات بين وزارتي الكهرباء والنفط٬ بهدف تأمين حاجات المحطات من الوقود٬ الى جانب مساعي إتمام عقد تركمانستان لاستيراد الغاز)٬
مردفاً بالقول ان (هناك خطوات فعلية من قبل الحكومة لاستثمار الغاز الوطني٬ فضلاً عن التوجه الى تنفيذ عقود استراتيجية مع شركات عالمية كبرى، منها جنرال إلكتريك لإنشاء محطات بطاقة 24 ألف ميغاواط، وسيمنز الألمانية بواقع 14 ألف ميغاواط، في إطار خطة طويلة الأمد لتحسين واقع الكهرباء). وعزت الوزارة٬ تراجع تجهيز الطاقة٬ إلى تراجع إمدادات الغاز المستورد، موضحة العقوبات على ايران تسبب بفقدان 5 الاف ميغاواط من الكهرباء.
وقال موسى٬ في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (معالجة الأزمة في منظومة الكهرباء تستوجب دراسة دقيقة لأسبابها، والتمييز بين ما تتحمله الوزارة من التزامات وما لا يدخل ضمن مسؤولياتها)٬
مؤكداً ان (أزمة الكهرباء التي يشهدها العراق تعود بشكل أساسي إلى تناقص إمدادات الغاز الإيراني المستورد جراء تعثر سداد المستحقات من جراء العقوبات٬ ما أدى إلى توقف عدد من وحدات توليد الطاقة الكهربائية، وخسارة ما نحو 4 الاف ميغاواط من الطاقة، تزامناً مع موسم الصيف وزيادة الطلب على الكهرباء)٬
وتابع موسى ان (بعض محطات الطاقة تعمل على الغاز المستورد، ومع تراجع كميات الغاز الإيراني، تأثرت المنظومة بشكل كبير، رغم الاستعدادات المسبقة التي اتخذتها الوزارة لضمان استقرار تجهيز الطاقة)٬ على حد قوله٬ منوهاً الى ان (الطاقة المنتجة حالياً تصل إلى 23 ألف ميغاواط، في حين أن المنظومة كانت قادرة على توليد 27 ألف ميغاواط إذا ما توفرت كميات الوقود الكافية)٬ وبشأن الربط الكهربائي مع ايران٬ أوضحت الوزارة ان (هنالك توقف لأربعة خطوط نقل بالكامل بسبب العقوبات المفروضة، ما أفقد العراق أكثر من الف ميغاواط من الطاقة، وذلك أثر بشكل خاص على محافظة ديالى٬ فضلاً عن 4 الاف ميغاواط).
وافتتح وزير الكهرباء٬ زياد علي فاضل٬ 6 مشاريع مهمة في البصرة، شملت محطات ومتنقلات ومراكز صيانة متخصصة، ضمن حملة فك الاختناقات وتحسين جودة الخدمة خلال الصيف.
افتتاح مشاريع
وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (افتتاح المشاريع جاء حسب توجيهات رئيس الوزراء٬ محمد شياع السوداني، لرفع مستوى تجهيز شبكة الكهرباء بالمحافظة٬ ضمن مشاريع النهوض بقطاع القطاعة٬ بما يضمن استدامة الكهرباء لاهالي المحافظة). على صعيد متصل٬ وصفت الوزارة، قرار الحكومة بتزويد 530 مؤسسة بمنظومات الطاقة الشمسية، بالخطوة الجدية في تنفيذ سياسة الاعتماد على تنويع مصادر الطاقة واعتماد الطاقة المتجددة٬ مشيرة الى وضع خطة لزيادة ساعات التجهيز بعد اعتماد عدة دوائر رسمية على الألواح الشمسية. وقال موسى ان (الحكومة أقرت تزويد 530 بناية حكومية بمنظومات الطاقة الشمسية ما يعكس جديتها في بنايات حكومية سيتم تحويلها الى محطات لمنظومات الطاقة الشمسية، ويعد هذا التوجه مجدياً لتجهيز تلك الدوائر بالطاقة الكهربائية المستدامة٬ والحد من إخضاعها للقطع المبرمج٬ فضلاً عن تخفيف الضغط على منظومة الكهرباء)، مشيرا الى ان (الطاقة الكهربائية المجهزة بها تلك الدوائر تضاف الى كميات الطاقة التي يجهز بها المواطنين٬ بهدف تعزيز استقرار ساعات التجهيز وزيادتها)٬ وأوضح موسى ان (الحكومة تبنت مبادرة منح المواطنين قروضاً ميسرة لاقتناء منظومات الطاقة الشمسية، الأمر الذي يسهم في تقليل الانبعاثات الناتجة عن المولدات الأهلية وتقليص ساعات انقطاع التيار الكهربائي، فضلاً عن دورها الاقتصادي في تقليل وقود تشغيل المولدات)٬ وفقاً لما ذكر.