عامي السبعون
نجمان ياسين
ها أنَذا طليق مثل ضوء الشمس
وساطعٌ مثل دمي الراكض في براري الكلمات
آخيتُ الحروف
واصطفيتُ لؤلؤة المعاني
ورائي نهرٌ من العذوبةِ الشقية
وأمامي سماءٌ تخفقُ بفضة نجوم قصيّة
بين يديّ أكثر من قمر
وأكبر من حُلـُم
وأغنية مبلّلة بشجنٍ يهزّ الروح !
ها أنذا، مُترعٌ بشهوة هدم سدود تحجُر على القلب،
ومسكونٌ بنقض وصايا الكتب البليدة،
منحاز الى عشب الضفاف
وجذوة المُروق
وأسرار الغابة
ومفتونٌ بسحرٍ مرمرِ جنيّات النهر
ها أنذا، أدلقُ عسل التسامح
وأُلدغُ، ولا أرعوي
أُطعن، وأفيضُ بلذّة النسيان !
ها أنذا ألوذُ بنفسي
كي توقف جُموح نفسي المرتبكة !
ها أنذا، في عامي السبعين
أبحث عن ذاك الطفل المندهش برقراق المياه
وزُرقة السماء
وأدور في الأزقّة العتيقة
والأسواق القديمة
وأنظر في عيون الظباء
ودهشة الحكاية
لأُمسك الطفل الرابض في أعماقي المحتدِمة !
ها أنذا أنهمرُ من ضلوع الثور المجنّح
فوق أسوار – اقليعات –
وأُنيرُ بدمي منارة الحدباء
وأُغصُّ بحرقتي، ولهيبي !
ها أنذا ... بين يديّ سرّ الحروف البيّنات
أنتظر، ولادةَ كتبٍ مشاكسةٍ
وأعبّ من بحرِ كلمات لا تنضب
تكونُ وهجي ودليلي !
ها أنذا ... أقود مُهرَ دمي صوب سماواتٍ لا تُدرَك
وأحرثُ أرضاً بكراً
تُثمرُ عناقيدَ الحكمة والجنون !
أبتهل الى فؤادي الوسيم
أن يُبقي شهدَ الطفولة في عروقي
وقلق الأشواق في سمائي
ويقيني من نفسٍ استمرأت طعم النار
وأوغلت في بهجة الخطايا البيض!
ها أنذا ... عيناي تبرقان بدمع حنينٍ مُهلِك
أستغيث بنفسي
كي تَدُبّ في كهوف الغامض
وإغواء المجهول
وتجترحُ جمالاً لا يأفلُ
لعلها تمسك ضوء الفردوس المفقود
وتُغادر وهم الفردوس المستعاد !
أديب عراقي
رئيس أسبق للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق