وماذا عن المدّاحين؟
حسين الصدر
-1-
روي عن النبيّ (ص) أنه قال:
(إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب).
-2-
المداحون الذين يتورعون عن الأكاذيب والأباطيل لا ضير عليهم، لأنهم لا يريدون بمدحهم إلا اظهار المزايا والسمات السامية التي يتصف بها الممدوح.
وإنما المشكلة في من يبيع نفسه ويصبحُ بوقاً لمدح السلطويين وذوي الجاه العريض والثراء الفاحش، ومن يدفع لهم بسخاء، وأماديحهم هذه مغموسة بالكذب والنفاق والافتراء.
-3-
ومدح أحدهم أحد الحُكّام فقال له الحاكم:
يا هذا
أنه قد نُهي عن مدح الرجل في وجهه.
فقال المادح: ما مدحتك، وإنما أذكرتُكَ نِعمَ الله لِتُجددَ لهُ شكرا.
فقال له الحاكم:
هذا أحسن من المدح ووصله وأكرمه.
-4-
قال أحدهم إلى أحد السلطويين:
(رأيتني فيما أتعاطى من مدحك، كالمخبر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، وأيقنت أني حيث أنتهي من القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فأنصرفت من الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك).
-5-
قال رجل لآخر:
أنت بستان الدنيا،
فقال له: وأنت النهر الذي يشرب من ذلك البستان.
-6-
قيل لأحدهم:
خبرني عما هَوَّن عليك النصب، وقوّاك على التعب، فقال:
والله لقد سمعت غناء الأطيار بالأسحار على الأشجار، وسمعت خفق الأوتار، وتجاوب العود والمزمار،
فما طربتُ من صوتٍ حسن كطربي من ثناء حسن على رجل قد أحسن.
فقيل له:
لله أبوك لقد حشيت كرما.
Husseinalsadr2011@yahoo.com