يا بِنْتَ الرافدين
غارسيا ناصح.
يا بِنْتَ الرافدين،
يا نَخلةً في ريحِ العصور
جُرِحَتْ خُطاكِ
على الطُّرُقِ اليابسات.
وسُرِقَ الحُلمُ من عينيكِ
في وضَحِ النَّهار.
كم حاصَرُوكِ بالعيبِ
وبالعُرفِ والجدار
لكنَّكِ نهرٌ عالٍ فوقَ الخرائط،
لا يُحجَمُ في صَحارى الكلامِ والحصار.
يَكتبونَ عليكِ صمتًا
فتُغنِّينَ قصيدة،
ويُغلِقونَ أمامَكِ أبوابًا
فتَفتَحينَ ساحاتٍ للضوءِ والأنظار.
أنتِ الَّتي لا تُكسَرُ
ولوِ امتلأ الليلُ بالسيوفِ والنار،
أنتِ الَّتي تَنهَضُ
ولو أثقَلوا كَتِفَيْكِ بالرَّمادِ والأكدار.
يا بِنْتَ العراق،
يا أوَّلَ الدَّمعِ، وكلَّ الأمان،
منكِ يُولَدُ الصباح،
وعلى يديكِ تُفتَحُ أبوابُ الوطن،
والسُّدودُ أمامَ الأنهار.