الإعلام الهادف زيد طارق أنموذجاً

مجيد عبود فهد

لا يخفى على أحدٍ أهمية الإعلام والاتصال في حياة الفرد والمجتمع، إذ تتجلى هذه الأهمية في كون الإعلام هو الأداة الرئيسة في بناء ثقافة الإنسان وتشكيل الوعي المجتمعي إزاء مختلف القضايا. وعلى أساس هذه الأهمية يمارس الإعلام الوطني (الهادف) دورًا كبيرًا في إيصال المعلومة إلى المواطن وتشكيل الرأي العام إزاء القضايا الاجتماعية والوطنية بما يخدم تنمية قيم المواطنة وترسيخ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع.

وللإعلام الوطني أهداف عظيمة لا يسعني ذكرها في هذا المقال، كوني على قناعة بإدراك القارئ لماهيتها. لكن ما يهمني هنا هو الإشارة إلى صعوبة المهمة التي تقع على عاتق وسائل الإعلام الوطنية في أداء وظيفتها وتحقيق أهدافها، والحفاظ على نقاء الخطاب الإعلامي الهادف والبنّاء. وذلك نتيجة الفوضى الإعلامية الحاصلة اليوم بسبب تعدد السياسات الإعلامية وضعف الرقابة والسيطرة، فبرز صراع الكلمة والمصداقية بين الإعلام الملتزم بقضايا الوطن وبين الإعلام المأجور الذي يخدم ثقافات مختلفة وأجندات مشبوهة تعمل على هدم القيم لصالح الهويات الفرعية.

ومن وسط هذه الصراعات، تبرز لنا شخصية إعلامية بارزة بحوار حاد يناقش الكثير من الموضوعات بطريقة مختلفة تمامًا؛ تارةً يناقش الحضارة، وأخرى يتناول الموروث الثقافي، ثم يتعرض لمناقشة القضايا الدينية بطريقة معتدلة، يغوص في جزئياتها باحترافية عالية تجعل المشاهد يستمتع بما يُطرح.

زيد طارق، الإعلامي الشاب، حادٌّ في طرحه وممتع في مناقشة السرديات، لينقلنا إلى الحقيقة بأسلوب جذّاب. ولعل أبرز ما يميز برنامجه (حوار حاد) أننا لا يمكن أن نتنبأ بضيوفه، إذ لا يمكن أن نصف برنامجه ضمن البرامج المتخصصة أو النمطية، فهو ينتقل بين الموضوعات ليرسم لنا شخصية برنامجه في كل حلقة.

في هذا المقال، أود أن أشير إلى أننا نتطلع إلى إمكانية وجود إعلام حقيقي يسعى لبناء الوعي وتعزيز المواطنة، لذا من واجبنا دعم مثل هذه البرامج والشخصيات الإعلامية الوطنية والمهنية.

شكرًا زيد طارق، وشكرًا لحوارك الحاد