تنازعني احلامي
عبدالستار الراشدي
تتأرجحُ أحلامي بينَ مدٍّ وجزرْ
كقلبٍ اخذه الحنينُ إلى الأسرْ
أُسافرُ في صمتي كأنّي غريبْ
يُراودني ليلٌ ويُغرقني فجرُ
جال وجهي في مرايا الضياعْ
فأبصرُني شوقًا كابده الهجرْ
تُناديني الأشواقُ من كلِّ صوبْ
الهبت بي ذكرى واشعلت بي الجمرْ
أُبحثً عن ظلّي على كلِّ بابْ
فلا ظلَّ لي غيرُ المواجعِ والذعرْ
أُحدّثُ قلبي عن هوىً ضاع َ
فيبكي دمعَهُ خلفَ ستري
رأيتُ أحلاماً تميلْ
أبعدها عني الغيابِ بلا عذرْ
أُغنّي لنفسي نشيدَ الضياعْ
ليرسمَ على وجهي ملامحِ القبرْ
عانقتني الأرواحُ من خلفِ جُدرْ
وتهمسُ لي: “امضِ، فليسَ هنا العمرْ”
أُخبّئُ وجعي في دفاترِ شعرْ
وأرسمُهُ وردًا كنهرٍ جرى من بحرِ
أُقلّبُ أيّامي كأنّي أُعيدْ
كتابةَ وجهي في غبارِ القدرْ
أُعانقُ حلمي وهو يهربُ منّي
كأنّي أطاردُ طيفَ وهمٍ على نهرْ
تُراودني الذكرى وتُشعلُ نارْ
وتُغرقني في موجِ وجدٍ بلا صبرْ
أُسافرُ في ذاتي كأنّي غريبْ
تُناديني الطرقاتُ دونَ أيّ أمرْ
أُحدّثُ وجهي في المرايا
لأرى فيهِ انكسارَ بني البشرْ
أُفتّشُ عنّي في عيونِ المدى
فلا أجدُ إلاّ سرابًا بلا فخرْ
أُسافرُ في حلمٍ ينامُ على الجرحْ
ويوقظُ في صدري حكايا من القهرْ
تُعانقني الأشواقُ ثمّ تذوبْ
كسرابٍ بهِ مدّٰ وجزرِ
أُراوغُ وجهي في المدى ثمّ أرجعْ
كأنّي غريبٌ على ضفّةِ البحرْ
فيا أيّها الحلمُ الذي لا ينامْ
تريّثْ، فقلبي لم يُفارقْهُ الأسرْ
سأمضي على دربِ التمنّي وحيدًا
وأحملُ في صدري مواويلَ الصبرْ
فإن عادَ وجهُك في مرايا الغيابْ
سأُشعلُ من وجدي قناديلَ الفجرْ
وإن ظلّ طيفُك في المدى مستحيلاً
سأكتبُهُ شوقًا على صفحةِ الدهر
عبدالستار الراشدي
تتأرجحُ أحلامي بينَ مدٍّ وجزرْ
كقلبٍ اخذه الحنينُ إلى الأسرْ
أُسافرُ في صمتي كأنّي غريبْ
يُراودني ليلٌ ويُغرقني فجرُ
جال وجهي في مرايا الضياعْ
فأبصرُني شوقًا كابده الهجرْ
تُناديني الأشواقُ من كلِّ صوبْ
الهبت بي ذكرى واشعلت بي الجمرْ
أُبحثً عن ظلّي على كلِّ بابْ
فلا ظلَّ لي غيرُ المواجعِ والذعرْ
أُحدّثُ قلبي عن هوىً ضاع َ
فيبكي دمعَهُ خلفَ ستري
رأيتُ أحلاماً تميلْ
أبعدها عني الغيابِ بلا عذرْ
أُغنّي لنفسي نشيدَ الضياعْ
ليرسمَ على وجهي ملامحِ القبرْ
عانقتني الأرواحُ من خلفِ جُدرْ
وتهمسُ لي: “امضِ، فليسَ هنا العمرْ”
أُخبّئُ وجعي في دفاترِ شعرْ
وأرسمُهُ وردًا كنهرٍ جرى من بحرِ
أُقلّبُ أيّامي كأنّي أُعيدْ
كتابةَ وجهي في غبارِ القدرْ
أُعانقُ حلمي وهو يهربُ منّي
كأنّي أطاردُ طيفَ وهمٍ على نهرْ
تُراودني الذكرى وتُشعلُ نارْ
وتُغرقني في موجِ وجدٍ بلا صبرْ
أُسافرُ في ذاتي كأنّي غريبْ
تُناديني الطرقاتُ دونَ أيّ أمرْ
أُحدّثُ وجهي في المرايا
لأرى فيهِ انكسارَ بني البشرْ
أُفتّشُ عنّي في عيونِ المدى
فلا أجدُ إلاّ سرابًا بلا فخرْ
أُسافرُ في حلمٍ ينامُ على الجرحْ
ويوقظُ في صدري حكايا من القهرْ
تُعانقني الأشواقُ ثمّ تذوبْ
كسرابٍ بهِ مدّٰ وجزرِ
أُراوغُ وجهي في المدى ثمّ أرجعْ
كأنّي غريبٌ على ضفّةِ البحرْ
فيا أيّها الحلمُ الذي لا ينامْ
تريّثْ، فقلبي لم يُفارقْهُ الأسرْ
سأمضي على دربِ التمنّي وحيدًا
وأحملُ في صدري مواويلَ الصبرْ
فإن عادَ وجهُك في مرايا الغيابْ
سأُشعلُ من وجدي قناديلَ الفجرْ
وإن ظلّ طيفُك في المدى مستحيلاً
سأكتبُهُ شوقًا على صفحةِ الدهر