حديقة المتنبي في الكوت
احسان باشي العتابي
من الطبيعي جدا،ان يكون في كل مدينة متنفس يمنح اهلها فرصة للراحة والهدوء، وفي مدينة الكوت مركز محافظة واسط ،تعد حديقة المتنبي (فلكة العمارة سابقا)،احد اهم تلك المتنفسات.
هذه الحديقة ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي مكان يتنفس فيه الاهالي بعيدا عن ضجيج الحياة اليومية وربما بعد ايام الاسبوع الشاقة بالعمل.لكن للاسف، ومن خلال متابعتي الميدانية المتواصلة لها، وجدت ان الحديقة تعاني من اهمال واضح يحتاج الى معالجة عاجلة.
النافورات التي من المفترض ان تكون عنوانا للجمال، تحولت الى برك يغطيها الطحلب، حتى اصبح قاعها اخضر اللون نتيجة غياب الصيانة الدورية. اما ارضية الحديقة، فباتت بحاجة الى متابعة بخصوص النظافة، فضلا عن افتقارها الى اشجار الظل التي تمنح العوائل راحة عند ارتيادها.
كما لا يقف الامر عند هذا الحد، فالحديقة خالية تماما من ابسط ما يحتاجه الاطفال، مثل المراجيح والزحليقات، وهي متطلبات بسيطة لا تتجاوز كلفتها خمسة ملايين دينار عراقي مع كل ما ذكرته سلفا،بالتالي، فان المبلغ المقدر زهيد جدا اذا ما قورن باهمية هذه الحديقة كمرفق عام يخدم مئات العوائل يوميا.ان دعوة الاهتمام بحديقة المتنبي ليست مطلبا شخصيا، بل هي مطلب جماعي، يعكس حاجة الاهالي الى متنفس حضاري يليق بمدينة الكوت.وانا على ثقة بان الجهات المعنية تستطيع، بارادة جادة، ان تحول هذا المكان الى واجهة مشرقة تفتخر بها مدينتنا اكثر مما هي عليه الان.
ختاما:ان الاهتمام بهذه الحديقة ليس ترفا، بل هو واجب تجاه المجتمع وحق مشروع لابنائه.