فلسطين تجاوزت الحدود وأصبحت عالمية

جاسم مراد

لا يستطيع أحد في هذه الكونية ، وقف امتداد فلسطين الى العالمية مهما كان جبروت الطغاتة والفاشيين والعنصريين في هذا العالم ، فعلى مستوى الحجوم فقد بلغ المعترفين بالدولة الفلسطينية  ( 160) دولة من اصل ( 193) دولة منتمية للأمم المتحدة ، وهي بذلك تتجاوز إسرائيل في عدد الدول المعترف بها ،

فلسطين صارت قضية الشعوب الاوروبية والافريقية وامريكا اللاتينية والاسيوية والعربية ، وهي عنوان ومبدئية كل المقاومين من اجل الحرية ، والذي حدث ليس منة من أحد ولانتيجة لمساومات دبلوماسية

وإنما الذي حقق ذلك هم أطفال غزة بتضحياتهم واستشهادهم على مذبح تراب غزة وصمود الشعب الفلسطيني ونضاله على مدى ( 76) عاماً ، وان حرب غزة التي تستمر منذ عامين ، توزعت فيها كمية القنابل والصواريخ التي اطلقت على هذه المدينة كانت حصة الفرد منها ( 7000) طن ، موزعة على مليونين وثلاثمائة الف انسان  ، وهنا يمكن حساب كمية احمال الأسلحة التي اطلقت على هذه المدينة ، هذا هو الذي اجبر شعوب الأرض الانتصار لفلسطين وشعب غزة ، وهو الذي كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل أمام العالم ، هو الوجه العنصري الفاشي البربري الذي لامثيل له حتى في اكثر حروب الأرض دموية ، هذا الوضع دفع بالعديد من دول العالم الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة وعاصمتها القدس  ، وهو الذي جعل نتن ياهو يخطب بالأمم المتحدة دون سامعين له من الدول ، ماعدا هؤلاء الذين  دعتهم سفارة إسرائيل في نيويورك للتصفيق للنتن ياهو .

وبالرغم من هذا الدعم الهائل لفلسطين ، هناك مفارقتان لابد من ذكرهما ، الأولى منع الولايات المتحدة الامريكية للرئيس عباس والوفد الفلسطيني من حضور مبنى الأمم المتحدة والقاء خطابه ، والمعروف إن الأمم المتحدة تقيم على ارض مستقلة لا يحق لأي دولة التصرف باستقلاليتها ويسمح لنتن ياهو المدان من المحكمة الدولية كمجرم حرب يجب اعتقاله ومحاكمته، وهذا الامر يؤكد مدى العنجهية الامريكية في تخطي حقوق الأمم الأخرى ، والجانب الاخر هو ضعف الأمم المتحدة في الدفاع عن استقلاليتها ، فكيف بها تدافع عن حقوق واستقلال الشعوب ،

الامر الاخر لابد من ذكر إن معظم القيادات الإسرائيلية المعارضة وتلك القيادات العسكرية ،قد بينت إن خطاب نتن ياهو أضاف عزلة أخرى لإسرائيل فوق عزلتها ولم يأتي بجديد ولا أجاب عن تساؤلات دول العالم حول مايجري في غزة 

إن غزة هي العظيمة بتضحيات ابناءها وشجاعة فرسانها المقاومين وصمود شعبها الذي دفع  باسطول التحدي العالمي ان يتحدى كل المسيرات الإسرائيلية ويمضي ويكشف للعالم كم تحمل الشعب الفلسطيني من ظلم هذا الكيان الذي كان العالم يعتبره ديمقراطي .

إن الولايات المتحدة الامريكية أمام خيارين أما ان تمضي في دعم إسرائيل وابادتها المنظمة لشعب غزة وتخسر العالم  حتى الأوروبي على عدم مصداقيتها في الدفاع عن حقوق الناس أو ان توقف هذه الإبادة الجماعية والتجويع لابناء غزة وتستمر بادرتها للعالم ، ثم عليها أن تدرك بأن الشرق الأوسط بات شبه واضح في مواقفه اتجاه الإبادة الجماعية لابناء غزة وهذا الامر يحتم على أمريكا بغية الحفاظ على مصالحها وعدم انفجار المنطقة بالشكل الذي يصعب على الاخرين وقف ارتداداته ،

يحتم عليها الاستجابة لرغبة شعوب ودول هذه المنطقة بوقف الحرب كونها شريك إسرائيل  في كل مايجري في غزة وفلسطين ، وسمعنا عن ترمب بعد لقاءه في الأمم المتحدة بالوفد العربي الإسلامي من انه سيوقف الحرب قريباً عله يكون صادقاً .

وبعد هذه التحولات العالمية الكبرى ، خاصة على المستوى الشعبي الأوروبي ونخبه الثقافية والفنية والرياضية  وفرض بعض الدول مثل اسبانيا إجراءات اقتصادية وتسليحية ضد الكيان الإسرائيلي ، نأمل ان تستغلها الدول العربية والإسلامية بفرض إجراءات اقتصادية ضد إسرائيل او تفعيل المقاطعة العربية الاقتصادية ، وفي هذا التحول العظيم الذي لم تشهد مثله القضية الفلسطينية على المستوى العالمي يفترض ان تبادر منظمة التحرير الفلسطينية وخصوصا السلطة في رام الله الى عقد اجتماع وطني لكافة فصائل العمل الفلسطيني ومنظمات المجتمع المدني للخروج بموقف موحد وخطة عمل وخطاب موحد يقضي على حالة الانقسام الحالية والمواقف المتباينة مما يستغلها الجانب الإسرائيلي وتتعكز عليهايها بعض الدول التي لازالت لم تحسم موقفها ، غزة أعطت الكثير ومنها كل ثلاثة أطفال يبقى طفلا لايأكل لمدة 24 ساعة هذا ما أعلنته اللجنة المختصة بمتابعة الجياع في غزة التابعة للأمم المتحدة .