السوداني والبارزاني يبحثان هاتفياً حصة كردستان ورواتب الموظّفين

نفط الإقليم يدخل الأسواق بكميات قياسية ووفد إيراني يزور بغداد قريباً

بغداد - ندى شوكت

طهران - رزاق نامقي

عاد نفط إقليم كردستان، للأسواق العالمية بكميات قياسية، بعد اعلان نجاح الاتفاق الثلاثي بين الحكومة الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية والشركات العاملة بالإقليم. ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان زيارة وفد إيراني رفيع المستوى إلى بغداد خلال الأيام المقبلة، لتعزيز التعاون الاقتصادي ومناقشة ملفات الطاقة المشتركة بين البلدين. وأكد وزير النفط حيان عبد الغني، إن كميات نفط الإقليم المصدرة تصل بين 180إلى190 ألف برميل يومياً، مع حجز 50 ألف برميل لتشغيل المصافي الداخلية. وقال عبد الغني في تصريح أمس إن (الاتفاق الثلاثي بين وزارة النفط الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية والشركات العاملة بالإقليم، يتيح ضخ النفط الخام نحو نقطة الاستلام في فيش خابور، ومن ثم عبر الأنبوب العراقي التركي إلى ميناء جيهان)، مشيراً إلى (مؤشرات واضحة بارتفاع مستويات النفط الواصلة إلى الخزانات استعداداً للتحميل والتصدير)، وتابع إن (سعر النفط الخام حالياً 65 دولاراً للبرميل، مع دفع 16 دولاراً مقابل كل برميل وفق التعديل الأول على قانون الموازنة)، مؤكداً (التزام جميع الشركات الأجنبية الموقعة على الاتفاق). من جانبها، أكدت شركة تسويق النفط الوطنية سومو، أن العراق يمتلك كميات نفط فائضة يمكن تصديرها، مع القدرة على زيادة الصادرات بعد إعادة تشغيل أنبوب جيهان وتنفيذ مشاريع ميناء البصرة، ما قد يضيف نحو مليون برميل يومياً. وأوضح ممثل العراق في أوبك محمد عدنان النجار في تصريح أمس إن (أوبك تحدد سقف الإنتاج وليس الصادرات، وأن السوق العالمي واستيعاب الطاقة التصديرية هما من يحددان إمكانية زيادة التصدير)، وأضاف إن (العراق يصدر حالياً 3.4 ملايين برميل يومياً من أصل 4 ملايين إنتاجه). وكان مدير شركة تسويق النفط علي نزار الشطري، قد أكد في وقت سابق، بدء تطبيق اتفاق تصدير النفط من حقول كردستان، مشيراً إلى أن عائداته ستؤول إلى الموازنة الاتحادية.

في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، إن استئناف تصدير النفط بعد توقف 3 سنوات يشكل إنجازاً للشعب العراقي والإقليم. وأشاد البارزاني في تصريح أمس بـ(دور جميع الأطراف والولايات المتحدة في إنجاح الاتفاقية)، معرباً عن أمله في إن (تعزز البنية التحتية الاقتصادية وتخدم المواطنين)، وشدد على القول إن (المؤتمر الأكاديمي المصاحب يهدف لتعزيز التعايش السلمي وترسيخ مبادئ السلام والوحدة بين الطوائف). كما أجرى البارزاني، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني، للاتفاق على استئناف تصدير نفط الإقليم وضمان حصة كردستان في موازنة العام المقبل.

وأكد الجانبان أمس (أهمية تسوية رواتب المواطنين ومواصلة مشروع طريق التنمية لتعزيز التنمية الاقتصادية في العراق). ومن المقرر إن يزور وفد إيراني رفيع المستوى بغداد قريباً، لمناقشة ملفات تشمل ديون الطاقة المستحقة لإيران وملف استيراد غاز تركمانستان، إلى جانب بحث شراكات اقتصادية وأمنية استراتيجية، في ظل سعي بغداد وطهران لتعزيز التعاون وضبط إيقاع الاستقرار الإقليمي. ونقلت تقارير عن مصدر قوله أمس إن (الوفد الذي سيزور بغداد قريباً، يضم عدداً من المسؤولين الإيرانيين لمناقشة عدد من القضايا المهمة مع بغداد، ومن بينها ملف الديون الإيرانية المتراكمة بذمة العراق إزاء تصدير الغاز)، وأضاف إن (الوفد سيناقش ايضاً الاتفاق على آلية تسديد هذه الديون، وكذلك ملف استيراد غاز تركمانستان والفيتو الأمريكي عليه)، ولفت المصدر إلى إن (المباحثات ستشمل ملف الشراكة الأمنية بين العراق وإيران وتبادل المعلومات المخابراتية والاستخبارية ، كما سيتم تناول ملف الانسحاب الأمريكي من العراق ومرحلة ما بعد الانسحاب، وكيفية عقد اتفاقات أولية لشراكات مستقبلية في مجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار على أن تكون تلك الشركات بمأمن عن العقوبات الدولية  التي قد تصدر ضد إيران).