الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تشعل الدعاية الإنتخابية حطب الخلافات الإجتماعية ؟

بواسطة azzaman

هل تشعل الدعاية الإنتخابية حطب الخلافات الإجتماعية ؟

جبار المشهداني 

 

تحذير مبكر لما قد يتسبب به الجشع السياسي المستعد لحرق الأخضر واليابس لتحقيق هدف الفوز بأعلى عدد من المقاعد والإستحواذ على أصوات الناخبين بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة  ، التقليدية منها والمبتكرة  . إن إنتشار مقاطع الفيديو التي تتضمن تراشقا بالكلمات الجارحة وتبادل اللكمات ومعارك الكراسي البلاستيكية والدعوات المتشنجة التي يطلقها ناشطون ووجهاء وشيوخ متعصبون لهذا المرشح أو ذاك أو لهذه الكتلة السياسية أو تلك يعطي إشارات تحذيرية قوية جدا لما يمكن أن يتسبب به هذا الخلاف السياسي من آثار مستقبلية مدمرة للبنية الإجتماعية العراقية التي شهدت تصدعات قوية نتيجة لخلافات سياسية( مفتعلة ) في معظم حالاتها  . والمراقب للمشهد الإنتخابي الذي لم ينطلق بعد ( رسميا ) يمكن له ببساطة شديدة أن يؤشر على أهم عواقب هذا المشهد الملتبس وتداعياته على السلم المجتمعي العراقي  . ولعل من أهم الأسباب التي أوصلت المشهد الأنتخابي وحولته من ( عرس ديمقراطي ) الى خطر إجتماعي مهدد وتحد يستحق الدراسة والتصدي هي  .

أولا: المال السياسي المنفلت والمستحصل من الفساد الذي لم يعد يخفى على أحد داخل أو خارج العراق  .

بطاقات الناخبين

ثانيا : ظهور طبقة نفعية تستثمر موسم الإنتخابات لتبدأ بممارسة( نشاطها ) وتقديم خدماتها الى رؤساء الكتل والمرشحين الطامحين بنيل المقعد المغري بإمتيازاته  فطفت على سطح المشهد قطاعات ومهن جديدة تمثلت بمن يتاجر ببطاقات الناخبين وبإطلاق (وعود ) زائفة بإمتلاكهم آلاف المصوتين ( المطيعين ) لجناب الشيخ الفلاني والذي قرر منح أصواتهم ورهن مستقبلهم لعيون الزعيم فلان أو المرشح علان  .

ثالثا  : إنتشار الخطاب المتطرف إجتماعيا والعودة للمطالبة بالحق العشائري والمناطقي وتسقيط الخصوم وهذا بحد ذاته إعلان عن إفلاس الجهات السياسية التي لم تنتج برنامجا إنتخابيا أو مشاريع مستقبلية إقتصادية إجتماعية خدمية فأختارت أسهل الحلول وهي تسقيط الآخر وإظهار عيوبه وتفخيم ذاتها( المنتفخة أصلا ) لإيهام الناخب بمنحها صوته  .

نتمنى على مفوضية الإنتخابات رصد هذه الآفة الخطيرة التي قد تصل إلى نزاعات مسلحة بين أفراد أو جماعات يستدرجهم هذا النوع من الخطاب فتكون هناك تداعيات إجتماعية يمتد خطرها لعقود قادمة بينما يتنعم السياسيون ويتقاسمون الغنائم فيما بينهم وهم يكملون سهرتهم( وتعلولتهم ) بالضحك على الصراعات الإجتماعية التي حصلت برعايتهم وأموالهم السحت الحرام  .

 

 


مشاهدات 55
الكاتب جبار المشهداني 
أضيف 2025/09/27 - 2:03 PM
آخر تحديث 2025/09/28 - 12:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 6 الشهر 19942 الكلي 12037815
الوقت الآن
الأحد 2025/9/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير