شعوب العالم تفكك السرية الصهيونية
علي ضياء الدين
تسعى الصهيونية الى تحقيق حلمها الخرافي ليس بتأسيس مملكة تمتد من الفرات الى النيل فقط بل بالهيمنة السياسية والاقتصادية الفعلية على جغرافية المنطقة بأسرها لتشمل دولاً وازنة مثل ايران وتركيا والسعودية قبل أن تقوم في يوم ما يبدو انه ليس بعيداً بتقطيعها الى دويلات هامشية لا حول لها ولا قوة. الصهاينة لا يخفون هذه الخلاصة بل هم يعلنون عنها أمام العالم كله بتحدِ صريح وصفاقة متناهية. نتنياهو قالها مرات عدة وشركاؤه أعادوها بأعلى أصواتهم: نحن نريد اعادة تشكيل المنطقة كلها بتقطيع اوصالها. أنظمة الحكم الغربية والأنظمة التابعة لها ما بين متورط في هذا المسعى الخبيث علناً أو منغمس فيه من تحت الطاولة. لكن جماهير الشوارع في أرجاء العالم ولا سيما في الغرب وعلى الضد من حكوماتها ترفع أصواتها منذ عامين احتجاجاً على ما يقترفه الكيان الغاصب من جرائم تخجل منها الانسانية بينما الصهاينة يبصقون بوجه العالم على مدار اليوم والشهر والسنة. من أين تستمد دولة الاحتلال كل هذا الصلف والوقاحة؟. لقد استطاعت الصهيونية بهيمنتها على امبراطوريات المال والسلاح والإعلام في العالم من أن تسوق على مدى عقود سرديتها الخبيثة لكن ما يبعث على التفاؤل الى حد ما ان هذه السردية بدأت تتفكك. لم تعد شعوب العالم تصدق هذه السردية وهي تشاهد على مدى الساعة المجازر التي تقترف بحق المدنيين الفلسطينيين. لكن ما يؤلم، على صعيد آخر، أن انتفاضة شعوب العالم ضد الوحشية الصهيونية لم تحرك الشارع العربي الذي صادرت وسائل الإعلام الترفيهي الهابط عقول أناسه حتى صاروا وكأنهم يعيشون في عالم آخر وقد أسكرتهم هواتفهم النقالة غافلين عن أن عدوهم يقف على أبوابهم في انتظار اللحظة المناسبة التي يدوس فيها على رقابهم ويذيقهم الذل والهوان وينهب ثرواتهم ويحيلهم الى عبيد دون أن ينهض منهم من هو مستعد للتضحية بتسلياته التافهة كي يخوض معركته المصيرية تجاه عدو حاقد ولئيم وليس في ما نقوله هنا شعارات فارغة رفعها حالمون ثم تخلوا عنها بل هي تجسيد لروح أمة لن تثبط عزائم رجالها خسارات عابرة وان كانت مؤلمة . انها عناوين حق وهناك من يدافع عنها من شباب ورجال شجعان يحملون دمائهم على أكفهم في معركة يعرفون أنها ستكلفهم كثيراً جداً لكنهم مؤمنون بأنها معركة تستحق تكلفتها وبأن النصر فيها قادم لا محالة مهما طال انتظاره ومهما توغل العدو في وحشيته وأن مصير الكيان المزيف الى زوال طال الانتظار أم قصر.