الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رشاوى إنتخابية

بواسطة azzaman

رشاوى إنتخابية

نوزاد حسن

 

       اعترف أنني لم اسمع من قبل بمصطلح “الرشاوى الانتخابية”,وقد سمعت به للمرة الاولى في ندوة اقيمت في وزارة الزراعة عن ضمان نزاهة الانتخابات بحضور مملثين من هيئة النزاهة الذين تحدثوا عن اهمية الانتخابات وضرورة اجرائها وتاشير المخالفات والابلاغ عنها ايضا.وخلال الندوة كررت احدى المتحدثات مصطلح الرشاوى الانتخابية اكثر من مرة,وتعني به استغلال موارد الدولة او المؤسسة او تقديم اية هدايا او اعانات مالية او عينية للمواطنين في مقابل انتخاب اسما محددا.تعد كما فهمت مثل هذه الممارسات مخالفات يعاقب عليها المرشح بغرامة مالية.

  اذن كل ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من فعاليات ظاهرها الرحمة وباطنها الرغبة في الوصول الى البرلمان انما هو مال يسمى بالرشوة الانتخابية.ما اثقل هذه الكلمة على الروح,والسمع ايضا.

    لكن من ياترى هو بطل الرشوة.؟انه مرشح,ومواطن مطحون يقدم له هذا المرشح مبلغا من المال او يشتري له مبردة او يعطيه بطانية كما حدث سابقا بحيث اصبح الامر نكتة مضحكة.

      انا اتساءل هل نعي ما يحدث من حولنا.لننتبه جيدا.هيئة النزاهة تصف اي مبالغ او هدايا تعطى للناخبين بانها رشوة.هذا موضوع خطير جدا ولا بد من اثارته في الاعلام,ولا بد من فضحه وكشفه على حقيقته.

  المرشح يبدأ رحلته السياسية باحدى اكثر الرذائل سوءاعلى الاطلاق وهي الرشوة.اتساءل هل يفكر المرشح بان الغاية تبرر الوسيلة.غايته البرلمان لكن وسيلته الرشوة,وبعد ماذا سنجني.؟وماذا ستكون النتائج.؟هل سيقوم النائب بدوره الرقابي والتشريعي كما هو مطلوب منه ام سنشهد صراعات وغيابا لدور النائب في الوفاء بعهده مع من انتخبه.

  الصورة كما نرى جميعا واضحة.فهناك اموال تبذل للمحتاجين على امل الحصول على صوتهم الانتخابي.اننا امام علاقة مصلحة بكل معنى الكلمة.يتحول المواطن الى منقذ للمرشح لكن بشرط ان يقدم المرشح الرشوة لهذا المواطن المطحون.ربما تدفع الحاجة والفقر البعض للقبول لكن المشكلة اكبر من حاجة فلان وفلان.اننا امام عمل نكسة اخلاقية بكل ما في الكلمة من معنى.ان المرشح يعرف انه لن يفوز لذا هو يلجأ للرشوة واؤكد هنا لست من يقول انها رشوة بل هيئة النزاهة من تقول ذلك كما اشرت.واذا كانت الاموال التي تدفع هنا وهناك تصنف على انها رشاوى فهذا يعني ان هناك فسادا بدأ ينمو وفرض نفسه علينا.

     هل نحن امام سلوك اقطاعي من نوع اخر.؟

     هل نحن امام علاقة غير انسانية بالمرة حين يصور المطحونون علنا وهم ياخذون رشاواهم كاشفين عن ذلهم وعريهم في اغنى بلد.؟

     ترى ما الذي يفعله السرطان في الجسد.؟

    يقدم رشوته ايضا لكن بطريقته الخاصة.يبقى السرطان ساكنا على انه اعراض عادية.فيما بعد ينتشر ويقتل صاحبه.السرطان احد اغبى الامراض لانه يموت مع الجسد,ويدفن معه في النهاية.وهكذا دافع الرشوة الاقطاعي الذي يستخدم سوط الحاجة ليجلد الفقير المطحون.

  يظهر المرشح على انه شخص يشبه النسمة ويحس بمعاناة الفقراء.ان هذا المرشح هو كالسرطان لا يظهر وجهه الحقيقي الا بعد ذلك حين يحصل على امتيازات النبلاء.نعن سيكون المرشح نبيلا ثريا على حساب الاخرين الذين انتخبوه.فهل هناك صفقة مربحة اكثر من هذه الصفقة.رشاوى بملايين قليلة تصنع لنا نائبا يركض خلف مصالحه وامتيازاته.

 

 

 

 


مشاهدات 296
الكاتب نوزاد حسن
أضيف 2025/09/22 - 4:09 PM
آخر تحديث 2025/10/26 - 9:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 249 الشهر 17390 الكلي 12157245
الوقت الآن
الأحد 2025/10/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير