المفوضية تنجز طبع أوراق إقتراع بمعايير أمان تضاهي العملة النقدية

إحتقان إنتخابي يبلغ ذروته في كركوك ودعوات للتهدئة وضبط النفس

كركوك - الزمان

شهدت محافظة كركوك، توتراً أمنياً خطيراً في ناحية آلتون كوبري، عقب احتكاك بين شبان من القوميتين الكردية والتركمانية، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات محدودة قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتفرض سيطرتها على الموقف، فيما دعا رئيس مجلس المحافظة محمد إبراهيم الحافظ، جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس. وشدد في بيان له أمس على (جميع الأطراف في ناحية التون كوبري، التهدئة وضبط النفس، وعدم الانجرار وراء أي تصعيد قد يهدد السلم الأهلي ووحدة المجتمع في المحافظة)، مؤكداً إن (مجلس المحافظة يتابع بقلق التطورات الأمنية الأخيرة في الناحية، ويعمل بالتنسيق مع القيادات الأمنية والحكومية لضمان عودة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة)، واستطرد بالقول إن (الحوار والاحتكام إلى القانون هما السبيل الأمثل لحل أي خلاف). داعياً أبناء كركوك بمكوناتهم إلى (تغليب لغة العقل والحكمة، والحفاظ على روح التعايش المشترك التي تميز المحافظة)، ولفت إلى إن (أمن كركوك واستقرارها مسؤولية الجميع). وكانت ناحية آلتون كوبري قد شهدت توترا، إثر اشتباكات بالأيدي وإطلاق النار اندلعت بين شبان من القوميتين التركمانية والكردية خلال احتفال انتخابي، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتفرض سيطرتها على المنطقة. وقالت مصادر إن (وحدات من الجيش، انتشرت في عموم الناحية وأغلقت مداخلها ومخارجها بشكل مؤقت، في خطوة تهدف إلى منع الاحتكاك بين الأطراف واحتواء التوتر الذي سرعان ما أثار قلقاً في المحافظة المتعددة المكونات)، وأضافوا إن (الاشتباكات اقتصرت على أضرار مادية محدودة، في ما تم احتواء الموقف خلال وقت قصير دون تسجيل خسائر بشرية)، واكدت المصادر إن (التوتر جاء في ظل أجواء انتخابية مشحونة تشهدها مناطق كركوك بين الأحزاب ذات الطابع القومي، ولاسيما مع تصاعد الحملات الدعائية واقتراب موعد الاقتراع). من جانبه، دعا رئيس الجبهة التركمانية محمد سمعان آغا، إلى التهدئة وضبط النفس، مؤكداً أنه يجري اتصالات مكثفة مع قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظة، بهدف احتواء الموقف ومنع تفاقم الأحداث. وقال آغا في بيان أمس إن (كركوك وآلتون كوبري تمثلان نموذجاً للتعايش بين جميع المكونات، ويجب تغليب لغة العقل والحوار لحماية هذا التنوع من أي استغلال سياسي أو انتخابي)، مشدداً على (ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار وإفشال أي محاولات لإثارة الفتنة بين الأهالي).

في غضون ذلك، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تهيئة أكثر من 23 مليون ورقة اقتراع بمواصفات آمنة. وقال نائب المتحدث باسم المفوضية نبراس أبو سودة في تصريح أمس إن (عدد أوراق الاقتراع المخصصة للناخبين العامين بلغ اكثر من 22 مليون ورقة، بينما خصص مليون و509 الف ورقة للانتخابات الخاصة، مع اعتماد أوراق احتياطية لتغطية الاحتياجات التشغيلية للمرحلة الانتخابية)، وأضافت إن (الأوراق تطبع وفق معايير أمان مشددة، تتضمن علامات أمنية مخفية وأحباراً خاصة لا يمكن كشفها إلا بأجهزة واختبارات محددة، فضلاً عن خصائص تمنع الاستنساخ، واستخدام نوع ورق مصنع خصيصاً يحتوي على علامات مشابهة لتلك المستخدمة في العملة النقدية، بما يضمن صعوبة تزويرها أو التلاعب بها)، مؤكدة إن (عملية نقل أوراق الاقتراع تتم وفق خطة توزيع معدة من قبل المفوضية بالتعاون مع اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، لضمان سلامة العملية الانتخابية، حيث تودع الأوراق في مخازن مؤمنة تخضع لمعايير السلامة المعتمدة)، واستطردت بالقول إن (الأوراق الانتخابية تجمع بعد انتهاء الاقتراع وعمليات العد والفرز، وتخزن في إرشيف المفوضية وفق معايير الأمان والشفافية، بما يتيح الرجوع اليها عند الحاجة لضمان نزاهة العملية الانتخابية