ايها السفراء الجدّد علينا أن نتكاشف
عادل سعد
• انا على يقين ان اغلبكم مصاب بمتلازمة جهل مفردات النظام الدولي الجديد ، وكيف هي المداولات الدبلوماسية المتاحة الان تحت نهش مخالب أكثر من طرف يتصدر المشهد بجبروت النفوذ.
•انا على يقين أيضاً، إن اغلبكم جاءته وظيفته الجديدة على طبق الحصصية المقيتة التي ضربت البلاد فدفعت الى الواجهة سياسيين لا يصلحون لرعاية سبع عنزات وليس مصالح بلد من قادته وزعمائه ووجهائه حمورابي وسرجون ونبوخذ نصر وعبد المحسن السعدون والداهية نوري سعيد ، وصاحب (الحسچة) سوادي الحسون النائب الفراتي في مجلس الامة لخمسة دورات خلال العهد الملكي ،
• أعتقد إن بعضكم ركبته سكرة الفرح ،وأخذ يرقص امام مراة غرفة نومه ،( صرت سفير ، صرت سفير ) ، ولأن الدنيا حظوظ ومصادفات فلا بأس من هذا الحظ والصدفة التي حلت عليكم من خلال بركة جلسة لمجلس النواب مشكوك بنصابها مع شكوك جنائية على عدد منكم ثم كيف تصدر قائمة تعيين بهذا العدد الكبير من السفراء امام خزينة حكومية تتعرض للقشعريرة ، اتقوا الله ، كان ينبغي مراعاة الطاقة المالية التشغيلية وارتفاع وتيرة الدَين العام قياسا بالرواتب الهائلة التي ستتحملها إلا اذا كانت نية الحكومة اشهار الافلاس واعلان الحداد على مفهوم الترشيد ، وطرد السيدة وزير المالية من منصبها لأنها ترفض الصرف على الولائم .
•اعطوني اسم دولة واحدة فقط صدرت عنها قائمة من السفراء بهذا العدد دفعة واحدة منذ بداية القرن العشرين وحتى يوم صدور قائمتكم .
•على اي حال ، لأن لي بينكم معارف يهمني ان أتدخل واوصيكم بقراءة باللغة العربية لأن لغة بعضكم الاخرى صفر تضاهي خبرة الشاعر الحطيئة بتشغيل مكائن الديزل ، اقول ،أوصيكم بقراءة معنى (الجيوبولتيك) ، وأن تباشروا من الان الإطلاع على التقارير التي تتناول اخر المستجدات الدولية ومبدأ ديو غارسيو (التدخل بالانابة ) والبيع والشراء في سوق المصالح المتبادلة ، وأستوعبوا كيف اعترف بطرس غالي الامين العام الاسبق للامم المتحدة بمحنته في مذكراته (5 سنوات في بيت من زجاج ) ، وعن نصيحة زميله كوفي عنان ( لا تضرب خصمك على رأسه وأصابعك داخل فمه) ، وكذلك نصيحة الزميل الاخر بان كي مون في غسل اليدين لإتقاء وباء التلوث الدبلوماسي من آثار كثرة المصافحات.
•عليكم ان تفهموا كيف يدير الأمين العام الحالي انطونيوا غوتيريش خيبات الأمل واضطراره للابتسامة وهو يتعرض الى الاختناق في أجواء يحرص عليها الرئيس الامريكي ترامب مفتاحاً لنفوذ بلاده ( امريكا اولاً ) ، بل والاسبق من حنكة محمد سعيد الصحاف وزير الخارجية الأسبق خلال قمة الجنوب بالعاصمة هافانا التي حضرت فصولها عام 2001 حين ادار رؤوس ملوك وقادة بحنكة عراقية نادرة .
•بخلاصة اشمل لمعرفتكم ، قراءة وصايا الامام علي بن أبي طالب الى مالك بن الاشتر واليه على مصر التي تدرّس الان في عدد من معاهد الدبلوماسية باستثناء معهد الخدمة الخارجية في وزارة الخارجية العراقية.
• احذروا من صمت البحار وهيجان الامواج ، تعلموا أصول التفاوض المستمد من دبلوماسية الثعالب وهي تعيش في غابات لا تعرف وحوشها الرحمة ، ومن دماثة دودة القز وهي تغطي نفسها بالحرير ، واعلموا ان ليس هناك حيتان وديعة .
•عليكم ان تمتلكوا ولاعات سگاير وإن لم تكونوا مدخنين لإشعال سگائر محاوريكم وفق نصيحة كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق الذي اوصى بحرق مخلفات السفارات مهما كانت بسيطة ولا تشكل خطراً استخبارياً بما فيها الجواريب التي نُشرتْ في كتاب تصدر المبيعات بأرقام قياسية .
•ايها السفراء الجدد احذروا كمائن سائقي مركباتكم ، وغواية السكرتيرات مالكات العيون الخضراء ، وترفعوا من النصب والاحتيال على بلادكم . بل واوصيكم ، الامتناع قدر الإمكان من تناول الحلويات خلال الولائم الدبلوماسية ، كي لا تذهبوا دسيسة السم بالعسل ، وعلًموا زوجاتكم معنى الحياء النسائي الدبلوماسي ، وان راغب علامة وكاظم الساهر وماجد المهندس وغيرهم ، ليسوا سوى علامات صوتية لطقوس السهرات ، وليس من الحشمة الانبهار بهم .