صراع بين أنا وأنا
انتصار الحسين
على عتبةِ العمر، التقت «أنا» بـ «أنا».
مدّت «أنا» يدها لمصافحة «أنا»،
لكنّ «أنا» مالت عنها منتفضة.تساءلت «أنا» بدهشةٍ وأسًى:
ـ لِمَ يا «أنا»؟قالت «أنا» باستياء:
ـ أتسألين؟! أوَما تستحين، يا هادمةَ حلمِ السنين؟أطرقت «أنا» رأسها حُزنًا،
بينما حكمتُ ـ أنا ـ أن «أنا» لم تكن كما أرادت «أنا».فقالت «أنا»:
ـ وهل سمحت الظروف أن أكون كما رغبتِ يا «أنا»؟قالت «أنا»:
ـ وما زلتُ أحلم كما كنتِ يا «أنا».وبين «أنا» و»أنا» اشتعل الجدال،
واحترقت الأعصاب، وذبل الشباب.عاشت «أنا» الحزن على حلم «أنا» الضائع،
وعاشت «أنا» تلوم نفسها،
لأن «أنا» لم تُقاوِم من أجل «أنا».وحين انقضت السنون،
أدركت «أنا» و»أنا» أنهما أضاعتا العمر بين اللوم والحسرة،
وأن قواهما ذهبت، بينما كانتا قادرتين على إسعاد «أنا»،
والتمتع بما لدى «أنا»، مهما كان بسيطًا.فالسعادة ممكنة إن تركنا «الأنا»، ورضينا بالآن.لو تركنا الشكّ، وعشنا اللحظة،
ولو تجاوزنا أحلامًا مضت،
وجعلنا من حاضرنا بدايةَ حلمٍ جديد،
يتناسب مع استطاعتنا،
لتركنا «أنا» و»أنا»،
وعشنا ما لنا وما عندنا،
فبالرِّضى ندى للقلب.