حرب إيران مع الكيان.. من يمسك باللحظة التاريخية ؟
مزهرالخفاجي
لقد افرزت حرب ايران مع الكيان الصهيوني عن:
1-سقوط مفهوم التفوق العسكري الصهيوني ، والذي لم تنفعهُ قبب الباتريوس،ومقلاع داوود ولا معدات الدفاع الجوي التي كلفت اكثر من 60 ملياراً والمقدمة من حلف الناتو ، في حين نجحت ايران بصواريخها المطورة من صواريخ روسية او صواريخ محلية الصنع (شهاب 1، شهاب 2 ، فتاح ، خيبر، سجيل) خلا ستة ايام من ان تسنتفذ القبب وتضرب وفق منطق تعادل الكفتين في الاهداف وكذلك فعلت فعلها الطائرات المسيرة في حين عطلت إيران من استخدام من استخدام أذرعها واقصد جبهات المقاومة .
هذا العامل كسر حاجزين ستراتيجي لاتفوق..ونفسي حينما كسر هيبة الجيش الذي لايُقهر والجبهة التي لاتُخترب.
2-ان الحرب والتي امتد وربما سيمتد أوارها للمنطقة عطل تسريع ماكنة نظام الشرق الاوسط الجديد الذي طرحتهُ المدونة الصهيونية منذ عهد (شمعون بيرز حتى بنيامين نتنياهو) وهذا الامر عزز من فاعلية الوطنية لشعوب منطقة الشرق الأوسط العربية والاسلامية وزحزح من مسلمات الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمانيا وفرنسا والتي صارت تُروج لتغيير الحكومات الوطنية .
نظام جديد
ثم دمج الكيان المُحتل في منطقة الشرق الأوسط ثمّ التطبيع لتقود الصهيونية العالمية وورائها الولايات المتحدة الاميركية نظاماً شرق اوسطياً جديداً ؟
3- وقد اثبتت الحرب خطل وخطأ وتخلف ستراتيجية العسكرية لمعظم الجيوش العربية التي اكتفت بتخزين صواريخ المتوسطة وطويلة المدى واسلحة الدروع وزيادة الموارد البشرية في صنوف قتالية ماعادت مهمة كالدروع والمشاة والصنوف الألية .
عدم التوسع في التسليح من الجيل الجديد من الطائرات بدون طيار حرب الدرونات وانتهاء بموضوع القبة الحديدية في مجال حفظ الدفاع الجوي ، والورادارت الحديثة وعدم وانتهاء بموضوع تطوير وتأهيل موارد البشرية للتعامل مع الأمن السيبراني ، والذي نجحت فيه الماكنة الحربية الصهيونية بمساعدة الغرب بتطبيق اولى مقدمات الحرب المعاصرة والتي تعتمد على الاختراق الأمن السيبراني المتمثلة في استراتجية (قطع الرؤوس) وهذا الامر تحقق في التعاطي الامني والعسكري مع قيادات (حزب الله وحركة حماس ومؤخراً اغتيال اكثر من 20 عالم عسكري وذري) .
4-واذا كُنا قد ذكرنا الدروس المستنبطة من افرازات حرب اكتوبر-فلسطين ، والحرب الايرانية الصهيوني..فأن من المظاهر السياسية الإيجابية للحرب (الصهيونية الإيرانية )تقارب مشاعر المرجعيات الدينية ممثلة بالمرجع الاكبر (السيد السيستاني) .. وإعادة الاصطاف العقائدي والفكري و السياسي.. الذي يتبعه تعاطف الشارع الإسلامي وحتى مسلمين الغرب الذين تحققوا من الحرب هي حرب خندقين غير متكافئين في النوايا والاهداف .. وتيقنوا من حجم الظلم والتعسف الذي تتعرض إليه المنطقة والإسلام.
حروب صهيونية صليبية
وقد ظهر هذا جلياً في المدونة السردية الصهيونية في خطابها الديني والسياسي على صعيد الاستحضار الفكري والسياسي والثقافي يذهب في اتجاه حروب صهيونية صليبية قادمة ، هذا الأمر هو الذي جعل مرجعيات النجف والأزهر والبيت الحرام والقيروان واسطنبول والمجمعات الفقهية الإسلامية … تعلن تأييدها لمفهوم الدفاع عن النفس لأن الفئة المعتدية استهانت بكل تاريخ البشر وهم قتلة أنبياء الله ، فلا يجوز التفرج على معسكر يمثل الأول الإسلام والآخر الصهيونية والبغي والشيطان بكل اسمائه ..
5-والامر الايجابي الاخر هو جعل الحكومات العربية (مصر، العراق، السعودية ، باكستان، أذربيجان، تركيا) وبلدان مثل (النرويج والسويد، والبرتغال وبلجيكا وإسبانيا وهولندا وكولومبيا والبرازيل وفنزويلا) تقول لا للشر ونعم للمجد والسلام وقد تميز موقف الحكومة العراقية ممثلة بالسيد (السوداني) والشعب العراقي بالتعاطي الايجابي والتناخي لحاجات اهل فلسطين ولبنان وسوريا وموقفهم في الصراع الأخير بين إيران والكيان يتسمُ برجاحة عقل وصبرٍ واحتساب ، وهو الذي دعى اكثر من (149) بلداً عضواً في منظمة الامم المتحدة لا للظلم في غزة ولا للأضطهاد والتجويع ولا لازدواجية المعايير في التعامل مع الملف النووي في ايران او الملف النووي لليبيا او سوريا في حين يغض العالم المتجبر (امريكا بريطانيا فرنسا المانيا) لامتلاك اسرائيل وروسيا والمانيا لمئات الرؤوس النووية بشكل يفقد عملية التعاون العسكري وتحظر فكرة استخدام الكيان الصهيوني كعصى يهدد بها الغرب العرب وشعوبهم والمنطقة ، وهذا الأمر هو الذي جعل العرب والأقليم يقتنعون بفلسفة (ازواجيية المعايير في العقل الغربي) والذي سيُهدد لامحال طبيعة التحالفات السياسية وربما يقود لمراجعة علاقة العرب والاقليم مع الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا.
ان ظاهرة التعسف في تمكين الباطل والتي انتهجتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي تتطلب وقفة من مؤسسات الإطار السياسي المتمثلة ب :
-أعضاء الجامعة العربية.
-مجلس التعاون الخليجي.
-مؤتمر التعاون الإسلامي.
-الاتحاد الأفريقي.
لإعادة التفكير في الضعف والهزال الذي تعيشه هذه المنظمات والاتحادات . والتعامل المزدوج في قوانين الأمم المتحدة وقراراتها في العدوان على غزة وإيران .. مقابل التعصب الذي مارسه الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة أمام قضية العدوان على أوكرانيا.
نعم إن قضية الصراع الإيراني- الصهيوني جعل العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم المتحضر يستذكر حجم الظلم الذي تعيشه المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم تحت دعوى ظالمة ، من ان الكيان يصارع صراع وجود ..وهو قد يستدعي في مراحل تاريخة قادمة استحضار كل تاريخ الحقد والأجرام والاغتصاب الذي مارسته عصابات الكيان المسخ القائم على (فرية) اسمها (شعبُ بلا وطن ..لأرضٍ بلا شعب) ..التاريخ يستعيد وعيه والشعوب تستحضرُ تاريخها …
تُرى من يمسكُ باللحظة التاريخية ..