الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سفراء العراق بين الكفاءة والمحاصصة.. تراجع خطير في معايير التمثيل الدبلوماسي

بواسطة azzaman

سفراء العراق بين الكفاءة والمحاصصة.. تراجع خطير في معايير التمثيل الدبلوماسي

فريدة الحسني

 

في لحظة سياسية حساسة يمر بها العراق داخليا وخارجيا، جاءت قائمة السفراء الجدد لتضع علامات استفهام ثقيلة أمام التمثيل الدبلوماسي للعراق، بعدما تبين أن أغلب الأسماء المعينة لا تحمل مؤهلات دبلوماسية، ولا تمتلك خبرات مهنية تؤهلها لتمثيل البلاد في عواصم القرار العالمي

وفي خضم ما يشهده العراق من تحولات سياسية واقتصادية دقيقة، جاءت قائمة السفراء الجدد لتشكل صفعة مؤلمة لطموحات العراقيين باستعادة حضورهم الدولي الفعال. القائمة، التي ضمت عشرات الأسماء، لم تبن على معايير الكفاءة والمهنية، بل استندت بشكل واضح إلى المحاصصة السياسية والعلاقات العائلية، متجاهلة كفاءات العراق الأصيلة  تعرضت قائمة تعيين سفراء العراق الجدد لانتقادات حادة، بعدما كشفت عن ارتباط العديد من الأسماء بشخصيات حزبية أو زعامات سياسية نافذة، مما أثار جدلاً واسعا حول معايير الاختيار

السفير هو صورة العراق في الخارج. ضعف التمثيل قد يؤثر سلباً على سمعة العراق وسيطرته على قضايا تحظى بأهمية استثمارية وأمنية بين الدول

البرلمانيون ومن ضمنهم عامر عبد الجبار، اتهموا التعيينات بأنها صنعت عبر المحاصصة الحزبية والعائلية، دون مراعاة الخبرة أو الكفاءة الدبلوماسية المطلوبة، عرضت قائمة تعيين سفراء العراق الجدد لانتقادات حادة، بعدما كشفت عن ارتباط العديد من الأسماء بشخصيات حزبية أو زعامات سياسية نافذة، مما أثار جدلاً واسعا حول معايير الاختيار، وسائل إعلام عراقية تحدثت عن ترشيح جماعي، حيث تم اختيار الأسماء بناء على الولاءات الحزبية أكثر من الكفاءة أو الخبرة المهنية، اتهمت العملية بأنها تسيس للعمل الدبلوماسي، حيث أصبح الانتماء السياسي معيارا بديلاً عن مؤهلات العلاقات الدولية، كما وصفه احد النواب، وأشير إلى أن عددا من المرشحين لا يمتلك شهادات أو خبرة سابقة في العمل العام أو العلاقات الخارجية، مما يطرح تساؤلات حول إمكانياتهم في أداء المهام التمثيلية بكفاءة

ثغرة شرعية وضغوط برلمانية على التصويت

تقدم أكثر من 50 نائبا بطلب لتأجيل التصويت على القائمة، حتى تدرس السير الذاتية لكل مرشح بدقة، دون اعتماد السلة الواحدة، ما يعكس رفضا لعملية التعيين الجماعي، البرلمانيون طالبوا بإجراء تصويت منفصل على كل اسم وفتح المجال لتعليقات مستقلة من الكتل السياسية المختلطة وتمت الموافقة مبدئياً من رئاسة البرلمان على تأجيل التصويت حتى تكتمل الدراسة، إذا تم اعتماد هذه القائمة دون تعديل، فإن ذلك يغض الطرف عن المتطلبات الدبلوماسية الأساسية لعدد كبير من السفراء. التعيين ينبغي أن يعتمد كليا على الكفاءة والخبرة، وليس على الولاءات أو المقربين   

الوطن لم يعجز عن إيجاد الكفاءات

العراق يمتلك كوادر مؤهلة في الخارجية العراقية، الأكاديمية، ومراكز الفكر المتخصصة في العلاقات الدولية ، غياب تلك الكفاءات عن القائمة الحالية لا يعود إلى ندرتها، بل إلى ضعف الشفافية في طبيعة عملية الاختيار التي استبعدت المتقدمين على أساس الخبرة

لا يزال أمام البرلمان فرصة لإعادة النظر في التعيينات عبر فصل التعيينات واجراء تصويت منفصل لكل مرشح

وضع معايير شفافة تشمل الخبرة الدبلوماسية، المؤهل العلمي، واللغة مثل إتقان الإنجليزية أو لغات الدولة المعين فيها.

 تضرر سمعة العراق دولياً

تعيين سفراء العراق الجدد كما ورد في القائمة الأخيرة يثير تساؤلات جدية حول شرعية الإجراءات وكفاءة التمثيل الخارجي الحالي.

إعادة النظر في هذه التعيينات عبر عمليا شفافة تقييم كل مرشح في جدل نزيه وفي جلسات منفصلة ستمنح العراق فرصة لبناء بعثات دبلوماسية أقوى وأكثر فعالية على الصعيد الدولي.

تعيين سفارات العراق الجدد قد يشكل منعطفا مفصليا في سمعة العراق الخارجية إذا ما استمر بالنهج الحالي. إعادة ضبط عملية التعيين بما يركز على الكفاءة والدبلوماسية كمؤشرات أساسية، وإشراك الخبراء والبرلمان فعليا، سيكون له أثر مباشر على قدرة العراق على حماية مصالحه المتمثلة في الاستثمار، السياسة، العلاقات المشتركة، والأمن الدولي

العراق لم ولن يعجز عن إنجاب الكفاءات. هناك أسماء كثيرة تعتبر واجهة مشرفة للعراق دبلوماسيا

 من أجل دبلوماسية تليق بالعراق

معظم الأسماء لا تمتلك أي خلفية دبلوماسية، ولا خبرة في العلاقات الدولية، أي تمثيل دبلوماسي ننتظر من شخصيات وصلت المنصب فقط لأنها ابن فلان وأقارب علان؟

 كيف نواجه تحديات الأمن والماء والنفط والسيادة، بأشخاص لا يجيدون حتى لغات دول العالم؟

 أي عراق نريد أن نقدمه للعالم، عراق الصفقات، أم عراق الحضارة والكفاءات؟ البدائل موجودة… والوطن لم يعجز، العراق يزخر بعشرات الكفاءات، دبلوماسيون محترفون، أكاديميون من الطراز العالمي، كفاءات عراقية مهاجرة تلمع في منظمات دولية وأروقة السياسة العالمية

 لماذا لا نعيد الاعتبار للأسماء التي رفعت اسم العراق بجهودها، بدلاً من تكريم الأسماء التي لم تقدم شيئا سوى الولاء السياسي؟

نختم بنداء إلى كل مسؤول ووطني

لا تبيعوا وجه العراق في المزاد السياسي… فالعالم لن يحترمنا إن لم نحترم أنفسنا أولاً

 

 


مشاهدات 48
الكاتب فريدة الحسني
أضيف 2025/09/05 - 11:21 PM
آخر تحديث 2025/09/06 - 2:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 76 الشهر 3788 الكلي 11421661
الوقت الآن
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير