شعلة الحبر
مهدي سهم الربيعي
أنا القصيدةُ حين تجرحني يدي
وأنا الأسى المصلوبُ في لغتي سُدى
ذنبي بأنّي كنتُ أكتبُني، ولم
أدرِ بأن الحبرَ من دمي بدا
وغفرتُ للحبرِ الخيانةَ مرّةً
لكنّهُ أغوى الحروفَ وما ارتدى
إلّا نواحَ الراحلينَ كأنّهُ
سربُ اليتامى في الدُجى ما اهتدى
كتبتُني دهراً، وعينُ الله تبكي
في خاطري..والوجدُ نارٌ في الضلوعِ توقّدا
فمضيتُ أحملُني كقافيةٍ شقّت
صدرَ القصيدةِ كي تقولَ غدا
غداً ..متى ..والليلُ يمتدُّ الصدى
ويسيلُ من جدرانِ صمتي مُبتدا
أمشي على ظلي كأنّي لم أكن
إلّا سُؤالاً في القصيدةِ مُرتجى
قد كنتُ لي، خصمي وحبري شاهدي
والحرفُ موتي حين أكتبُهُ ندى
فإذا كتبتُ الآن، فالأنفاسُ بي
سُكرى... كأنّي في احتضاري مُنشدا
يا كلَّ من عبروا بقلبي وانطفوا
هل من أثرٍ في عيونكم يُقتدى
أنا لا أُقفلُ القصيدةَ إنّما
أرجو بها من ضيّعوني موعدا