الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزّة حين تنتصر

بواسطة azzaman

غزّة حين تنتصر

مظفر عبد العال 

 

في زمنٍ تعودت فيه الشعوب على الانكسارات، تخرج غزة كأنها الاستثناء الأجمل، كأنها القصيدة التي كُتبت بالحجر والصبر. انتصار غزة لا يُقاس بالمساحات، ولا بعدد الطائرات التي أسقطتها أو الصواريخ التي أطلقتها، بل يُقاس بحجم الوعي الذي أعادت بثّه في شريان الأمة، وبكمّ الكرامة التي انتزعتها من بين أنياب العدو.

حين تنتصر غزة، يهتز وجدان العالم، لا لأن موازين القوة تغيّرت، بل لأن الثابت الوحيد في المعادلة هو أن “الإرادة أقوى من السلاح”. كل قذيفة لم تنل من عزيمتها، وكل بيت هدمه العدو زاد في صلابة الروح. هذا هو النصر الحقيقي: أن تبقى واقفًا رغم كل محاولات السحق.

في المقابل، يعاني الكيان الصهيوني من هزيمة معنوية وسياسية وأخلاقية. فهو لم يُهزم فقط أمام فصائل المقاومة، بل أمام طفل يُحمل على الأكتاف شهيدًا، وأمام صورة أم تودّع أبناءها بابتسامة النصر لا دموع الهزيمة.

الأسئلة التي تطرح نفسها بعد كل جولة

- لماذا تصر غزة على الصمود؟ 

- ولماذا ما زال العالم العربي الرسمي عاجزًا عن ترجمة هذا النصر إلى موقف سياسي موحّد؟ 

- وهل انتصار غزة يُحرّك الضمير العالمي نحو عدالة غابت طويلًا؟

في النهاية، غزة لا تُقاتل فقط من أجل فلسطين، بل من أجل كرامة الشعوب جميعًا، من أجل أن تبقى الذاكرة حيّة، ولكي تذكّرنا بأن النصر لا يُولد من غرف الاجتماعات، بل من قلب الميدان.

 

 

 


مشاهدات 80
الكاتب مظفر عبد العال 
أضيف 2025/06/16 - 4:23 PM
آخر تحديث 2025/06/17 - 5:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 148 الشهر 10801 الكلي 11145455
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير