الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أعراف عشائرية تتعارض مع الشرع والقانون

بواسطة azzaman

أعراف عشائرية تتعارض مع الشرع والقانون

سامي الزبيدي

 

في كل دول العالم المتطورة منها وحتى والنامية يكون الدستور والقوانين هي التي تنظم أمور الدولة والمجتمع ولا دور لفئة أو قومية أو حزب أو طائفة أو عشيرة أو مجموعة في فرض قوانينها على المجتمع لكن مثل هذه الأمور تحدث في المجتمعات المتخلفة خصوصاً في بعض الدول الأفريقية والعربية  ومن بينها بلدنا وللأسف الشديد فان العراق بعد الاحتلال الأمريكي الذي كانت أهم أهدافه تدمير بنية المجتمع العراقي وتقسيمه الى قوميات واديان ومذاهب وفئات عمد الأمريكان الى إثارة النعرات العرقية والطائفية والفئوية بين أبناء شعبنا الذي كان متماسكا اجتماعيا وقوميا ودينيا ولا وجود للنعرات العراقية والطائفية والمذهبية فيه وهي ان وجدت فهي غير ذات تأثير على مجتمعنا الذي يحكمه القانون والنظام وكانت العشائر العراقية تساهم في دعم الأمن المجتمعي وتساعد الدولة في ترسيخ العلاقات الاجتماعية وحل الخلافات والمشاكل المجتمعية وفق القانون ودون تجاوز على الشرع والقانون والنظام لكن بعد الاحتلال الأمريكي للبلد الذي كرس التقسيم القومي والديني والمذهبي بين فئات الشعب وبسبب سوء إدارة الملف الأمني من قبل القوات الأمنية التي كانت تخشى العشائر التي أصبحت قوى مؤثرة في الواقع الأمني لما تمتلكه من أسلحة ومعدات ونفوذ سياسي واصبحت النزاعات العشائرية تهدد امن المجتمع وتؤثر على امن المحافظات وقد عجزت القوات الأمنية عن وضع حد للنزاعات العشائرية بل كانت تتوسط بين العشائر لحل النزاعات وكان حل النزاعات والخلافات العشائرية يجري وفق الأعراف العشائرية لا وفق القانون مما أعطى العشائر دافعا قويا لفرض أعرافها في الكثير من المنازعات والحوادث متجاوزة القانون وحتى الشرع وعلى سبيل المثال أصبحت دية المقتول عشرات الملايين من الدنانير ان لم تكن مئات وفي الحالات الأخرى كالنزاع بين أطفال في لعبة كرة القدم أو على الطيور وفي شجار بسيط يتحول الى معركة دامية بين العشائر تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة  الخفيفة المتوسطة وحتى الثقيلة وعلى مرأى ومسمع القوات الأمنية التي لم تستطع  من فضها إلا بالتوسط بين العشائر لا وفق قوانين الدولة  وعند إصابة احد الأشخاص يأتي الفصل العشائري وفق العرف العشائري  ليفرض أموالاً كبيرة على الجاني وعشيرته لا تتناسب والضرر الذي حدث أما في مشاكل العجلات والدراجات والستوتات والتكتك فهي غريبة وعجيبة فسائق الدراجة أو التكتك إذا صدم عجلة وتسبب في أضرار فيها وهو المقصر حسب تقرير ومخطط شرطة المرور ومع ذلك فان سائق العجلة المتضررة عليه ان يدفع فصل لسائق الدراجة وغالباً ما يكون تعويضه بدراجة أو تكنك جديدة أما إذا حدثت إصابة لسائق الدراجة أو التكتك  بجراح في الحادث فعلى سائق العجلة دفع فصل آخر يكون بملايين الدنانير كتعويض للإصابة  ولا ادري من وضع هذه الأعراف وكيف يقبل من يخضر الفصل من الشيوخ والسادة والأعيان القبول بمثل هذه الأمور وأين عشائرنا الأصيلة مما يحدث هذه الأيام من نزاعات تترتب عليها جلسات فصل مدوية وتفرض فيها أمولاً طائلة كفصل في تجاوز على شرع الله وأحكام ديننا وتجاوز على القانون ان مثل هذه الأمور تعكس ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية في فرض القانون والنظام واللجوء الى القضاء في حل النزعات والخلافات والمشاكل بين أبناء المجتمع  وفي حل النزاعات العشائرية التي باتت تهدد امن المواطنين وامن الدولة ولا ادري الى متى ستبقى الأعراف العشائرية التي تتعارض في أحيان كثيرة مع الشرع والقانون هي الحل لمشاكل المجتمع والنزاعات بين العشائر وحتى في الحوادث ذات الطبيعة الأمنية والجنائية دون الرجوع للقانون والنظام ؟

 

 

 


مشاهدات 75
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2025/06/16 - 4:21 PM
آخر تحديث 2025/06/17 - 5:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 149 الشهر 10802 الكلي 11145456
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير