الرمان والنومي ودور المثقف
احمد طالب الدفاعي
ان المثقف هو اعلى مرتبة من مراتب الفكر والوعي والاخلاص لبلده لان رؤيته لتحديد مستقبل بلده تنطلق من منطلق الحكمة والحصافة والقراءة السليمة للمستقبل دون اي نوازع منفعية او شخصية.
وسجل التاريخ في الثورات التي اندلعت بارادة الشعوب بان هذه الثورات يقودها مثقفي البلد الذين تحولوا الى منظرين معتد بهم لتوجيه شعبهم نحو مستقبله الصحيح الذي يضمن الامن والاستقرار والاعمار.
ومنذ العهد العثماني حمل المثقفين في العراق دورهم السياسي لرسم مستقبل البلد عبر منتدياتهم الثقافية ومقاهيهم الادبية التي عبروا عنها من خلال اشعارهم برفض التطرف القومي الذي كان يمارس حينذاك، ونفس هذا الدور كان حاضرا في عهد الاحتلال البريطاني.
وهذا الدور السياسي الذي تبناه المثقف كان حاضرا حتى في التراث والفلكلور العراقي مثل اغنية (جلجل علية الرمان ونومي فزعلي) الذي يقصد فيه الطربوش العثماني الاحمر بلون الرمان ، وبشرة البريطانيين البيضاء التي عبر عنها بالنومي، مما تحاكي مرحلة من مراحل التاريخ العراقي الحديث.
واليوم نحن في زمن العراق الديمقراطي الذي يتطلب من المثقف العراقي ان ياخذ دوره في توجيه الشعب العراقي نحو مستقبله الصحيح، لاسيما ونحن نشهد اكبر انتخابات في البلد بل اهم انتخابات لانها اتت على خلفية استقرار ونهضة عمرانية يتطلع الشعب الى تطويرها وتناميها ولا يسمح بعرقلتها.