ما بعد اثني عشر يوماً من اللهب.. تساؤلات معلّقة حول الحرب وإبادة غزة

أمل الجبوري

انتهت الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، وهي حرب حبست أنفاس العالم، لا بدافع من تعاطف أخلاقي مع شعوب المنطقة، بل خشيةً على المصالح الجيوسياسية والاقتصادية التي تربط العالم الغربي بمستقبل الشرق الأوسط. لقد مثّلت الساعات الأخيرة من المواجهة ذروة التصعيد، حين ردّت إيران بضرب قواعد أمريكية، في مشهد أعاد للأذهان هشاشة ما يُسمّى بـ”القانون الدولي”، الذي يُوظَّف غالبًا كأداة لتكريس هيمنة الشمال الغربي على شعوب الجنوب، لا سيما على الشرق المسلم.

ما إن تعطلت الرحلات، واهتزّت البورصات، حتى هرعت القوى الكبرى إلى فرض وقف لإطلاق النار. لا حبًا في السلام، بل دفاعًا عن منطق السوق والنفط واستقرار المنظومات الغربية. لكن رغم وقف إطلاق النار، فإن الحرب لم تنتهِ فعليًا، بل أُجِّلت على الأرجح إلى مراحل جديدة من الاستنزاف والتخريب تحت مسمّيات أخرى.

إطلاق النار

سؤال لا يمكن تجاهله:لماذا لم تُشترط نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة كجزء من وقف إطلاق النار مع إيران؟لقد تجاوز الحصار والمجازر في غزة كل حد، واستمرّت الإبادة الممنهجة التي لم يعرف لها العالم مثيلًا في العصر الحديث. فلماذا هذا الصمت المتواطئ من قِبَل “أصدقاء المقاومة”؟

ولماذا لم تدخل إيران الحرب منذ بدايتها، إلى جانب حزب الله واليمن؟

أين الحرب الشاملة التي طالما وُعِد بها؟أين هي الضغوط الخليجية على الولايات المتحدة لوقف الحرب، كما حدث حين ضُربت القواعد الأمريكية داخل أراضيها؟

إنها أسئلة محرجة وصادمة، لكنها ضرورية. أسئلة من يشاهد المذبحة يوميًا، ويتألم من عجز لا يُحتمل، فيما تُستهلك الخطابات وتُدفن الحقيقة تحت ركام الشعارات.

فهل يكون اليمن وحده من صدق وعده؟ أم أن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما نريد أن نُصدّق؟

إن هذا المقال ليس سوى دعوة للتفكّر، وإعادة النظر في موازين النصر والخذلان، في معنى الصمت، ومعنى الفعل… ومعنى أن تكون غزّة عنوانًا للضمير الإنساني، أو شاهدةً على سقوطه.