الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إستراتيجية الواجبات الإجتماعية.. ركيزة العلاقة بين رجل الدولة والمجتمع

بواسطة azzaman

إستراتيجية الواجبات الإجتماعية.. ركيزة العلاقة بين رجل الدولة والمجتمع

احمد فكاك البدراني

 

في عالم السياسة ، لا يمكن لأي زعيم أو رجل دولة أن يحقق نجاحًا مستدامًا دون أن يكون على تواصل حقيقي مع المجتمع الذي يخدمه. إن تبني الواجبات الاجتماعية والتفاعل المباشر مع الناس يمثلان حجر الأساس في بناء الثقة وتعزيز العلاقة بين رجل الدولة والمجتمع. هذه الاستراتيجية لا تقتصر فقط على تحقيق القبول الشعبي، بل تتعداه إلى تنمية جمهور انتخابي كبير قادر على دعم السياسات والمبادرات طويلة الأمد.

أولًا: مفهوم الواجبات الاجتماعية لرجل الدولة : تشمل الواجبات الاجتماعية أي نشاط يسهم في خدمة المجتمع بشكل مباشر ، وبحسب طبيعة كل مجتمع وما ترسخت لديه من قيم ومثل وعادات وتقاليد ، فالمشاركة في المأتم ومجالس العزاء والمواساة تحقق نوعا من التقارب والتعايش والقبول ، ويشعر المرء انه يشكل قيمة إنسانية ووجدانية عالية عند مشاركة الآخرين هذه الطقوس معه ، وكذلك في الأفراح والمسرات ، ويمثل دعم الفئات الضعيفة ، والمشاركة في حملات التوعية الصحية والتعليمية ، والاستجابة للكوارث والطوارئ شعورا قويا جاذبا بين الأفراد .

 عندما يشارك رجل الدولة في هذه الجهود ، فإنه يظهر التزامه الحقيقي بقضايا الناس ، مما يعزز صورته كقائد قريب منهم وليس مجرد مسؤول بعيد عن همومهم ، ثم يحقق هذا التواصل عملية تبادل المشاعر بين ابناء المجتمع فيما بينهم من جهة وبينهم وبين القائد من جهة اخرى .

حوارات مفتوحة

ثانيًا: أهمية التواصل المباشر مع المجتمع :

التواصل مع الناس لا يعني فقط إلقاء الخطب أو نشر التصريحات الرسمية ، بل يشمل اللقاءات الميدانية ، والحوارات المفتوحة ، والاستماع الفعلي لمشكلات الأفراد ، ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لها.

عندما يرى المواطن أن رجل الدولة يتفاعل معهم بشكلٍ مباشر ، ويستمع إلى احتياجاتهم وجها لوجه ويعمل على حلها بأكثر من طريقة ، فإنه يشعر بالولاء والانتماء ، ويرى ان من واجبه الأخلاقي التعامل بالمثل من باب الوفاء ، مما ينعكس إيجابيًا على الدعم السياسي له.

ثالثًا: تأثير الاستراتيجية على تنمية الجمهور الانتخابي :

تعد قاعدة الدعم الشعبي لأي سياسي عنصرًا حاسمًا في استمراريته ونجاحه الانتخابي.

كلما كان رجل الدولة حاضرًا في المشهد الاجتماعي ، كلما ازدادت قاعدته الجماهيرية.

وعندما يكون المواطن مقتنعًا بأن هذا القائد يهتم به وبتحسين ظروفه يتعلق به اكثر ، ثم يمنحه ثقته ودعمه في أي استحقاق انتخابي قادم.

تساهم هذه الاستراتيجية أيضًا في كسب فئات جديدة من الناخبين ، خصوصًا أولئك الذين يشعرون بالتهميش أو عدم الاهتمام من قبل المسؤولين.

فالسياسي الذي يستطيع بناء علاقة مباشرة وصادقة مع الناس سيكون له تأثير أكبر في قراراتهم الانتخابية.

رابعًا: تطبيقات عملية لتعزيز التواصل الاجتماعي :

يمكن لرجل الدولة تعزيز هذا التواصل من خلال:

1. الزيارات الميدانية المستمرة للمناطق السكنية والأسواق والمرافق العامة ، السياحية والآثارية ، المستشفيات ، الجامعات والمدارس ، مؤسسات الدولة الصغيرة والكبيرة ، هذه الزيارات تجعله متاحاً امام من لا يستطيع ان يلتقي به ، فيطلع على ظروف وحوائج الناس من جهة ، ومن جهة اخرى توصل رسالة إلى المسؤولين والإداريين بانهم عرضة لمراقبة مفاجئة من اعلى سلطة وعلى حين غفلة .

2. إطلاق مبادرات :

إطلاق المبادرات الاجتماعية وغيرها تهدف إلى تحسين الحياة اليومية للمواطنين ، مثل دعم المشاريع الصغيرة أو تقديم منح تعليمية ، وكل ما يمس الحياة بشكل مباشر ، هذه المباشرة اقصر الطرق للوصول الى قلب وعقل المجمع.

3. التفاعل :سواء كان التفاعل بشكل مباشر او عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو فعال ، من خلال الردود المباشرة على استفسارات الناس ومشاركة إنجازاته الواقعية ، اذ يتحول إلى حديث الناس بأن المسؤول الاول رد على اتصالي او استفساري او رسالتي ولم يتأخر على الرغم من انشغالاتهم وحجم مسؤوليته ، فطلق المواطن ( الحكم ) على هذا العمل ، بقوله ، كم هو مهتم بأبناء شعبه ، اذن هو يختلف عن من كان قبله ، وهنا يتعزز الولاء للقائد والانتماء للوطن .

4. اللقاءات الدورية :

حلول ممكنة

تنظيم لقاءات دورية مع المواطنين لسماع مشاكلهم ومناقشة الحلول الممكنة معهم ، ان كثير ممن يحملون المشاكل تتوفر لديهم الحلول ، مجرد اللقاء والحوار ، تذل المشكلة وتسير نحو الانفراج .

وأخيراً ، إن تبني الواجبات الاجتماعية والتواصل المستمر.

 مع الناس ليس مجرد أداة للحصول على التأييد الانتخابي ، بل هو نهج قيادي يعزز الثقة والاستقرار في المجتمع.

عندما يكون رجل الدولة قريبًا من شعبه ، فإنه يبني علاقة قوية ، تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل ، مما يضمن له تأييدًا مستمرًا يعزز استمرارية مشروعه السياسي ، ويشكل نقطة استدامة للعلاقات الإنسانية المستقبيلية ، فتجد كثير من الزعامات دخلوا القلوب والبيوت بمجرد لقاء عابر مر ذات يوم .

  وزير الثقافة والسياحة والاثار

 

 


مشاهدات 34
الكاتب احمد فكاك البدراني
أضيف 2025/05/05 - 2:53 PM
آخر تحديث 2025/05/06 - 1:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 170 الشهر 6236 الكلي 11000240
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير