الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
باحثة تحدد سيناريوهات الضربة المرتقبة: إزدياد منسوب المخاطر ضد لبنان وفق التصعيد المتدرّج

بواسطة azzaman

باحثة تحدد سيناريوهات الضربة المرتقبة: إزدياد منسوب المخاطر ضد لبنان وفق التصعيد المتدرّج

 

الخرطوم - بشير الذهب

في كل مرة تنجح اسرائيل في استمالة الرأي العام الغربي والمجتمع الدولي نحو مظلوميتها  من أجل تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب سواء بإستغلال حادثة مجدل شمس من أجل تحريف الانظار عن المجازر وجرائم الحرب في فلسطين في إطار حرب اقليمية واسعة النطاق. فهل تأتي الضربة النجلاء المتوقعة من محور طهران أم هي  تصفية  حسابات سياسية ورهان خاسر يهدف الى مزيد من التوسع والتوغل الجيوستراتراتيجي في المنطقة ، حوار نفصله مع أورنيلا سكر الباحثة في شؤون الشرق الاوسط والدراسات الاستشراقية ، فيما يلي نص الحوار :

تصعيد متدرج

  ما السيناريوهات المتوقعة بشأن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟

- هنالك سيناريوهين محتملين الاول سيناريو التصعيد المتدرج والذي ارجحه والسبب الرئيسي في ترجيحه هو يعود الى ان التهديدات والمخاطر التي تنطلق من جنوب لبنان باتجاه الجليل الاعلى او غيرها يزداد منسوبها بالتزامن مع استثمار الساحات للحرب الايرانيه مع الولايات المتحده وحلفائها وبالتالي نحن امام مشهد للتصعيد المتدرج من كلا الجانبين والجانب الاسرائيلي اعلن بشكل واضح وصريح بانه لن يتخلى عن مشروعه بنزع اسلحه حزب الله والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى ان الحزب لن يلتزم بادنى الاتفاقيات التي ابرمت سواء كان على صعيد مساله مطالبه الانسحاب خلف الليطاني او حتى عدم توجيه ضربات صاروخيه باتجاه المستوطنات في المناطق الشماليه لفلسطين المحتله وسلاسل التوريد ما زالت مستمره من الاراضي السوريه باتجاه الاراضي اللبنانيه اضافه الى استثمار برامج تطوير المسيرات المشترك روسيا ايرانيا اسديا في مراكز البحوث العلميه السوريه كذلك ايضا الجهد الاستخباري من خلال طائرات الاستطلاع الايرانيه التي وصلت الى ميليشيا حزب الله واجرت عمليه سطا جوي متكامله لاحدى القواعد العسكريه الاسرائيليه وحددت مراكز القياده والسيطره والقدرات العسكريه لتلك القواعد وبناء عليه يعتقد الجانب الاسرائيلي بان المليشيات الايرانيه لن تتخلى عن سلوك ونهج حزب الله العدائي تجاه المنطقه فبالتالي هي مضطره للتعامل مع هذا المتغير بما لا يتعارض مع الرؤى الدوليه واستثمار الموقف الدولي من حيث زياره بنيامين  نتنياهو الى واشنطن وطلب الدعم اضافه الى توسيع نطاق الاشتباك من خلال التهديدات الاخيره التي صرح بها الكثير من المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين لما يخص مساله توسيع نطاق الاشتباك الاسرائيلي مع الميليشيات الايرانيه لتشمل حزب الله وباقي المحور الايراني في سوريا بدلاله واضحه على ان المرحله تشهد اعقد التقاطعات الدوليه في لبنان خاصه وان على المحور الاخر الجانب الاسرائيلي ايضا يرجى عمليات سطع جوي ربما لا تفارق السماء اللبنانيه وكذلك ايضا المنطقه الجنوبيه والوسطى والساحليه من سوريا لكن المتغير الامريكي الطارئ بخصوص عمليات السطح الجوي هي ومشاركه طائره الاستطلاع الامريكيه ار كيو 4 بي جلوبال هوك التي كانت ترصد ايضا ذات المناطق التي تتموضع فيها الميليشيات والميليشيات بشكل عام ترجع عمليات تمويه مستمر من حيث تموضع نقاطها العسكريه او توزيع قطاعاتها العسكريه وصولا الى الاجتماعات على اعلى المستويات السياسيه والامنيه والعسكريه في كل من سوريا ولبنان وجاء هذا المتغير بالتزامن مع اعلان باكستاني باختفاء اكثر من 50,000 ممن يطلق عليهم زوار كربلاء وارى بان هؤلاء سيوزعون على الجبهات المشتعله في كل من لبنان وسوريا اضافه الى الاجتماعات التي يجريها الحرس الثوري الايراني في محافظه دير الزور على وجه التحديد والتي تعتبر احد اهم المراكز التي يتموضع فيها برامج ايران للمسيرات سواء كان من ناحيه الانتاج او حتى التجميع وصولا الى التدريب كذلك ايضا استقطاب المقاتلين القادمين لدعم الفوضى في سوريا ولبنان والتابعين للمحور الايراني كنقطه اولى ومن ثم توزيعهم على الجبهات وفق الاولويات للمحور.

السيناريو الثاني

اجراء عمليات تهدئه في الخطوط الخلفيه وذلك باشراف ايراني مباشر وتعهد بانه هم القادرون على ايقاف هذا الاشتباك بشروط وهذه الشروط حتما تعزز مكانه ايران وتستثمر في ملفاتها التفاوضيه على مسار البالستي والنووي والمسيرات فبالتالي عمليه المشاغله التي تجريها ايران تحفظ لها عدم الصدام المباشر في داخل اراضي الايرانيه وهي بالفعل قادره على وقف نشاط الميليشيات المرتبطه بها لذلك ستعمل على استثمار المناخ الدولي من خلال بروزها في المشهدين السوري واللبناني على انها هي الوحيده القادره على ضبط هذه الميليشيات وهي من تفاوض في مجال التهدئه والتصعيد وعلى المنظومه الدوليه ان ترضخ لمطالبها هذا ما ترغب به طهران من خلال فتح هذا المسار لكن ما هو المقابل؟ اعتقد بان المقابل سيتمثل بمساله تخفيف الضغط الممارس من قبل المنظومه الدوليه على ايران بخصوص ملفاتها التفاوضيه العالقه وهذا يعتبر اهم الاهداف الاستراتيجيه بالنسبه للمشروع الايراني في تموضعه بمنطقه الشرق الاوسط عموما.

سيناريو محتمل

 بعد تحذيرات إسرائيل وتهديداتها لحزب الله ما السيناريو المرتقب للتصعيد من جانب إسرائيل ضد لبنان؟

- ارى بان السيناريو المحتمل بهذا الخصوص هو التصعيد المتدرج على الجبهات وتقدير الموقف ميدانيا من قبل صانع القرار العسكري الميداني وستكون عمليات عبر مراحل تبدا بعمليات جراحيه نوعيه لاهداف متعدده عبر تنفيذها من خلال اسرار الطائرات المسيره وصولا الى المقاتلات من الجيل الخامس اف 35 لاستهداف البنيه التحتيه للمشروع العسكري للميليشيا حزب الله اللبنانيه وبناء عليه.

 

 ارى بان المرحله الثانيه ستشمل توجيه رسائل مباشره الى الحاضنه الاجتماعيه لمليشيا حزب الله باننا نحن لا نريد الاشتباك معكم ولكن عليكم ان تنفكوا عن الحزب والا تعرض لبنان الى الخطر وللاسف فدور الدوله اللبنانيه المعطل اليوم من قبل حزب الله لم يعد مقبولا محليا واقليميا ودوليا وسيجلب الويلات الى لبنان بسبب ممارسات وسلوكيات حزب الله في اشتباكه مع المنظومه الدوليه تنفيذا لتعليمات منال طهران.

  هجوم مجدل شمس كيف تستغله إسرائيل لتوسيع الصراع في المنطقة؟

- اعتقد بان اسرائيل ستستثمر الهجوم على مجدل شمس من حيث الضغط على المنظمات الامميه بانها تتعرض لهجمات صاروخيه واسعه النطاق من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني وهي مضطره للرد المباشر ولذلك هذه الصوره التي وصلت من مجدل شمس ربما قد تتكرر في لبنان فيما لو نشبت الحرب لذلك هي تسحب الذرائع من يد حزب الله تدريجيا من خلال تلك المجازر التي نفذت ومن ثم تبدا بالانقضاض المباشر على الجنوب اللبناني وربما قد تشمل تلك الحرب الوصول الى بيروت هذا ما يريد ايصاله الجامعه الاسرائيلي للمنظومه الدوليه بانهم مجبرون للدفاع عن امنهم القومي سيقومون باجراء تلك الحرب وانهم لا يرغبون بالحرب اطلاقا لكن استدامه التهديدات والمخاطر التي تنطلق من حزب الله يتطلب اتخاذ هذا الاجراء الحاسم وفق رؤيه صانع القرار في تل ابيب.

 هل تصعد إسرائيل من هجماتها ضد جنوب لبنان لتزيد من تصعيدها العسكري في غزة؟

لا اعتقد بان هنالك ارتباط ما بين الساحات الشماليه والجنوبيه في فلسطين محتله وان مشروع وحده الساحات قد تم تاكيد فشاله من خلال تصريحات الرسميه التي كان يبديها زعيم مليشيا حزب الله والذي قال منذ اللحظات الاولى لما قبل الاجتياح بانه فيما لو اقدمت اسرائيل على اجتياح غزه فانه مضطر لامطار تل ابيب بالصواريخ لكن ما حصل هو اشتباك مع العمود لا اكثر ولم تاتي التعليمات من طهران بتوسيع نطاق الاشتباك على الحدود لذلك هو ملتزم باتفاقيات المبرمه ما بين طهران والمنظومه الدوليه لما يخص موضوع التصعيد من عدمه في المنطقه العربيه فبالتالي لا يمكن ربط معركه الجنوب مع الشمال بدلاله انه في السابع من اكتوبر كانت تجري هنالك اشتباكات في الشمال ولم يكن هناك اتخاذ لقرار فتح حرب في قطاع غزه لذلك الجبهات منفصله بشكل شبه مطلق وان اتخاذ القرار فقط من اجل التنسيق لا اكثر وملف غزه حتى ان لم يتم تسويته فاسرائيل مضطره للتعامل مع التهديدات وفق امنها القومي وهذا ما يصرح به الكثير من المسؤولين وبناء عليه ارى بان الحرب منفصله بشكل شبه كامل في الجنوب عن الشمال.

 كيف يتعامل حزب الله مع هذا التصعيد مع إسرائيل؟

- اعتقد بان ميليشيا حزب الله تتعامل مع المساله بتكتيك امتصاص الغضب الاسرائيلي لما بعد سقوط الصاروخ في مجدل شمس وبناء عليه لا ارى ان لدى حزب الله الجراه الكافيه لتجاوز الخطوط الحمراء الايرانيه في التعامل مع الجانب الاسرائيلي ما لم يحصل هنالك متغير يضر بمصالح ايران في المنطقه العربيه وسيبقى الحزب يلجا الى التهدئه خشيه توسيع النطاق في الحرب القادمه ويحاول سحب الذرائع من قبل اسرائيل لمنع الاجتياح الشامل وفق التهديدات الاسرائيليه لكن هل سينجح الحزب في استدامه حاله الاستنزاف ربما الايام القليله القادمه تفصح لنا عن الكثير من التكتيكات التي سيستخدمها الحزب خفضا للتصعيد ورفعه وفقه المتغيرات المحليه والاقليميه والدوليه.

  هل يتخطى التصعيد جنوب لبنان بعد التهديد الإسرائيلي الأخير؟

- اعتقد بان الضربات لن تقتصر على جنوب الليطاني وانما ستكون هنالك ضربات للقدرات الصاروخيه للحزب وربما قد تشمل الضاحيه الجنوبيه من بيروت والسبب الرئيسي في ذلك ان لدى اسرائيل تصور بان القضاء على حزب الله يتطلب التخلص من قياداته بشكل عام لا سيما قيادات الصف الاول وان التكتيك المستخدم في اغتيالات قادته لن ينتهي سواء حصلت حرب او لم تحصل لكن في حال حصول الحرب فان المسار ربما قد يتجه صوب التصعيد الاكبر.

•             ما الدور المتوقع من دبلوماسية واشنطن وباريس لاحتواء الأزمة؟

-              تحاول طهران من خلال التواصل المباشر مع واشنطن لاحتواء الازمه وذلك عبر الدبلوماسيه المرنه التي تحاول من خلالها عدم توسيع نطاق واطار الاشتباك مع اسرائيل وتشير بصراحه بانها هي القادره على حد حجم الصراع من قبل حزب الله فبالتالي تلجا الى اطار التهدئه من خلال التواصل لكن في حال تعثر مسار التهدئه فحتما ستلجا طهران الى فتح خطوط اشتباك جديده وذلك من خلال تفعيل جبهه الحوثي في اليمن وزياده الضغط على المنظومه الدوليه من خلال الاشتباك البحري والمسيرات والولايات المتحده لا ترغب بتوسيع نطاق الاشتباك في هذه المرحله بالتحديد نظرا لانها مقبله على انتخابات رئاسيه في الاشهر القليله القادمه.

•             كيف تنعكس هذه التطورات بين إسرائيل وحزب الله على أمن واستقرار المنطقة؟

-              انا ارى وفق وجهه نظري بان الانعكاسات لن تقتصر على الساحه اللبنانيه كمشهد اولي للتصعيد وانما ستتجه صوب الساحه السوريه والاشتباك الاسرائيلي في الساحه السوريه سيكون بمساحات اكبر وربما كافه الاطراف ليست جاهزه لهذا الحجم من الاشتباك لكن الضوء الاخضر الامريكي بالنسبه لاسرائيل بخصوص مواجهه حزب الله اعتقد هو الذي سيعطي الدفعه النوعيه للجانب الاسرائيلي لتنفيذ هجمات باطر اوسع ضد مشروع محور ايران في المنطقه العربيه وبالتالي نحن مقدمون على سيناريو تصعيدي واسع النطاق وتبنى التكتيكات العسكريه بناء على حجم المخاطر والتهديدات التي ستنطلق من مناطق نفوذ المليشيات باتجاه المصالح الاسرائيليه والامريكيه وربما قد تنهار الهدنه المبرمه ما بين واشنطن وعراق الميليشيات بشقيها الحشد الشعبي وغرفه فصائل المقاومه الاسلاميه والهدنه اصبحت هشه جدا في ظل توجيه الضربات الاخيره باتجاه قاعدتي عين الاسد في العراق وقاعده حقل كونيكول الغاز في محافظه دير الزور وهذا مؤشر خطر على انه ايران ما زالت تمسك العصا من المنتصف لكن بنفس التوقيت هي لا تدرك المخاطر التي ستنجم عن هذا التناغم ما بين ادوات المحور في مواجهه الولايات المتحده ومصالحها وان الولايات المتحده في نتاج المطاف هي مضطره للتعامل مع هذا المتغير بما لا يهدد امن المنطقه وايران اليوم تجاوزت كل تلك الاتفاقيات والتفاهمات وهي تهدد الامن الدولي من خلال الانشطه التي يجريها الحرس الثوري الايراني او حتى ميليشيا فيها الموجوده في المنطقه العربيه عموما وفي اليمن خصوصا.


مشاهدات 1623
أضيف 2024/08/11 - 3:49 PM
آخر تحديث 2024/12/05 - 7:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 123 الشهر 1880 الكلي 10057975
الوقت الآن
الخميس 2024/12/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير