سأتجول في الإقليم بتك تك أحمر
نوزاد حسن
قبل عام 2003 لم نكن نشاهد «تك تك» في شوارعنا.كنا نشاهده في الافلام المصرية,والافلام الهندية ايضا.وبعد عام 2003 تغير الوضع في كل شيء.في السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم,ومن بين ما تغير هو دخول هذه الآلة الطائشة الى حياتنا.في الايام الاولى كنا نستاجر «تك تك» لنعرف كيف سيكون شعورنا ونحن نجلس في هذه الغرفة الصغيرة التي تترنح وهي تنافس السيارات بوقاحة.فيما بعد غزا شوارعنا جيش من هذه الفئران على حد تعبير السينارست وحيد حامد.لكن لا مصائد تصيد هذه التكاتك التي لا تهدأ.
اغلب سائقي التك تك شباب يبحثون عن لقمة عيش مضمونة.شباب بلا خبرة ويقودون في شوارع غارقة بالتجاوزات اذ يصبح فيها السير عكس الاتجاه سنة مؤكدة للكثيرين.ويكون سائق التك تك هو الفائز دائما.انه يقفز ويصعد الرصيف ويتجاوز الاشارة الحمراء امام شرطي المرور بلا اي حرج.ان له امتيازه الاجتماعي فهو في النهاية مجرد تك تك وهذا يعني انه عابر سبيل في عالم لقمة العيش غير المضمونة.ولعل من حسن خظنا اننا لم نشاهد فتاة تقود تك تك حتى اللحظة.ولعل الزمن يخفي ما سيضحكنا من يدري.
من جهتي ساتجول في اقليم كردستان بتك تك.ساضرب الاشارة كما يحلو لي,واسير بعكس اتجاه السير,واصعد الى دزي لاند في السليمانية ثم انزل دون مراعاة لاي قواعد للسير الصحيح.فانا صاحب تك تك غير مستقيم في انطلاقاتي وحركتي.
لكن لنتخيل كردستان وهي تختنق بهذه الآلة الطائشة ترى كيف سيكون منظرها.والسؤال الذي علينا طرحه هو:مع ازمة الرواتب هناك وضعف في الواضع الاقتصادي والبطالة لكن التك تك لم يكن حلا لازمة الشباب.واظن ان الاجابة واضحة فوجود التك تك لا يحل ازمة بل يضيف عبئا على الحياة بكل مفاصلها.