حرية الرأي
عبدالهادي البابي
تعد بإن حرية الرأي حق أساسي من الأسس التي ثبتتها لوائح حقوق الإنسان ،فبهذه الحرية يشعر الإنسان بإنسانيته ، ويستثمر أعظم نعمة حباه الله وأكرمه بها وهي نعمة العقل ، التي يستطيع الإنسان عبرها أن يتمكن من تطويع الطبيعة وتسخير الأرض وإعمار الحياة وصنع المستقبل الأفضل.
وقد أهتمت الديانات والشرائع السماوية كافة بحماية هذه الحرية وضمانها ، وترشيد أدائها ، حتى لا تقع تحت تأثير الأهواء والشهوات ، فآيات كثيرة في القرآن الكريم تدعوا الإنسان بإلحاح لإستخدام عقلة ، وتفعيل تفكيرة في مختلف الجوانب والمجالات ، ففي سياق الحديث عن الكون والحياة في قضايا المجتمع والدين يتكرر قوله تعالى : ( أفلا تعقلون ) (ولعلكم تعقلون )( أفلا تتفكرون ) .. وإذا كان الدين يأمر الإنسان بالتفكير وإعمال العقل لحل مشاكله ومشكل مجتمعه فلايمكن أبداً أن يرضى بمصادرة حريته في الرأي ، أو إرهاب فكره وتحجيم عقله ..وإذا كان هناك من يستخدم عقله وفكره بإلحاق الضرر بالمجتع والإساءة إلى الآخرين فأن هناك كذلك ضوابط وحدود لحماية هذه الحرية من عبث العابثين وإفساد المغرضين وجهل الجاهلين .