الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السوداني مرشح لولاية ثانية

بواسطة azzaman

السوداني مرشح لولاية ثانية

جبار عبد الزهرة 

 

خاطب المبعوث الأمريكي للعراق مارك سافايا رجال الدين الأفاضل والمنظومة السياسية بشقَيْها الرسمي  البيروقراطي والمدني العاطل بالقول :- الذي يحمل سمات الإلزام الواضحة والتهديد المبطن:- إن «قرارهم في الفترة المقبلة» سيحدد «ما إذا كان العراق سيتقدم نحو السيادة والقوة أم سينزلق مجدداً إلى التفكك والانحدار» ومعنى هذا الخطاب :- يا ساسة العراق ويا رجال الدين فيه امامكم طريقان لا ثالث لهما تفرض

هما عليكم الإدارة الأمريكية ، الأول منهما إذا تم من قبلكم تنفيذ ما تفرضه أمريكا عليكم بالشكل المطلوب في رعاية مصالحها وحماية نفوذها فسوف تنعمون بالسيادة على بلدكم والقوة على عدوكم بالتزامن مع حياة حرة ذات رفاهية سعادة لشعبكم 0

وإن يكن العكس أي ركبتم رؤوسكم الطائفية ووتبنيتم انتماءاتكم الفرعية مع الإصرارعلى اشارات اجرائية تعبرعن مواقفكم الشخصية والفئوية من اجل مصالحكم الخاصة والعامة ستعودون الى هيئتكم الأولى الى الإرهاب والحرب الأهلية والصراع الذي ليس له نهاية 0

ثم عرَّج على كيل المديح لشخص السوداني وأثنى على سياسته وأساليب إدارته للبلاد واعتبرها صالحة كل الصلاحية وملائمة الى اقصى درجات الملائمة وحازمة في مواجهة الإرهاب والفساد الذي ينخر جسد الدولة ، وكيل  المديح والثناء من قبل امريكا على من يتناغم مع مصالحها ويحرص على نفوذها من قبل أي مسؤول في دول العالم ليس مستبعد ولا مستغرب0

 ومن الأعمال التي قام بها سوداني فكسب من خلالها وداد امريكا وحشد موقفها الدبلوماسي والسياسي لصالحه هو قيامه بلقاء الارهابي الجولاني في قطر وحضوره مؤتمر شرم الشيخ في مصر وهو مؤتمر قام مان اجل تعزير وتطبيق المرحلة الاولى من وقف اطلاق النار في غزة الذي تلتزم فيه حماس وتخترقه اسرائيل بشكل يومي وسافر ويسقط  بسببه ضحايا فلسطينيين مدنيين واغتيال قادة ميدانيين من حماس0

 وكذلك قيامه بنشر اسم حزب الله وجماعة انصار الله الحوثية اليمنية في حقل قوائم الإرهاب ونشرها في جريدة الوقائع العراقية الحكومية الرسمية وهذا دليل على استعاداد السوداني على خدمة اجندة أمريكا وفي نفس القوت هو خطاب موجه منه الى أمريكا إذا وفرت له الدعم للحصول على الولاية الثانية فإنه لن يدخرَّ جهدا في السعي لحل الفصائل المسلحة والحشد الشعبي وتجفيف منابعها ونزع سلاحها 0   

فهنيئا مريئا لمحـمد شياع السوداني إذ يبدو ان امريكا راضيةعن اداءه السياسي والدبلوماسي والإجرائي في إدارة البلاد وتسييرعجلة سياستها ودبلوماسيتها واقتصادها لذلك يبدو أنَّها مقتنعة تماما به لكي يتسنم عرش الولاية الثانية وهذا ما ظهر للعلن في تصريحات المبعوث الأمريكي للعراق  مارك سافايا أعلاه الذي يبدو أنّه نقل موقف الإدارة الأمريكية من مسألة اختيار رئيس حكومة للعراق في حسم الحوار والنقاش لصالح السوداني 0

 فمن خلال مسار تصريحات ومواقف وطريقة اختيار مرشح  لرئاسة الحكومة فان الإطار التنسيقي اختار 3 اسماء من أصل (9) مرشحين ثم استبعد واحدا منهم ووضع قبضته الترشيحية الإختيارية على اثنين هما حميد الشطري رئيس جهاز المخابرات العراقية وعلي الشكري وهو وزير سابق ولكن يتبدى ان هذا الإختيار قد ازعج الإدارة الأمريكية ولم يكسب رضاها والتي على ضوء ذلك دفعت  مبعوث الرئيس ترامب مارك سافايا الى اطلاق تصريح اثنى فيه على السوداني بشكل خاص وعبر عن تثمين الإدارة الأمريكية لسياسته الحكيمة التي استطاع عبر تبنيها بتجنيب العراق الدخول في أتون الصراعات الإقليمية  وهيئه ليكون قطبا دوليا فاعلا في الشرق الأوسط الجديد0

  وبهذا فإن امريكا تضع يدها العسكرية في صدرَيْ  مرشحَيْ الإطار وتدفعهما الى الخلف وتضع يد رضاها السياسي الإخرى ذات الأبعاد الدبلوماسية على ظهر السوداني وتدفع به الى أمام وما تريده من أمر هوالماشي ضمن اطار قولهم الإستعلائي  نفذ ولا تناقش0

ويبدو ان القصاصة الغامضة التي تحدثت عنها الصحافة العراقية ومختلف وسائل الإعلام الأخرى والتي دخلت الى جيوب اعضاء الإطار التنسيقي قبل أيّام واربكت المحادثات ونسفت الحوار وعطلت التفاوض وأدت الى تفجير الخلاف بين اعضاء الأطارواعادت المشهد السياسي الى المربع الأول  وحالت دون اختيار اعضاء الإطار لحسم اختيار رئيس مجلس الوزراء  من الإسميْنِ المرشحيْن هي ليست قصاصة غامضة وإنما أمر امريكي ملزم لأعضاْ الإطار التنسيقي باستبعاد الشطري والشكري واختيار محمد شياع السوداني لولاية ثانية وهذا ما اتوقعه والتوقع رأي والرأي يخطئ أحياناً ويصيب أخرى 

 


مشاهدات 138
الكاتب جبار عبد الزهرة 
أضيف 2025/12/20 - 12:31 AM
آخر تحديث 2025/12/20 - 2:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 82 الشهر 14425 الكلي 12998330
الوقت الآن
السبت 2025/12/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير