الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرئاسات الثلاث بين المطالب والحقوق

بواسطة azzaman

الرئاسات الثلاث بين المطالب والحقوق

علي حداد

 

بعد كل جولة إنتخابات نيابية تظهر على السطح مشكلات أخذت تتعقد شيئاً فشيئا ، ومن خلال مخرجات انتخابات مجلس النواب ( 6) ، اتضح أن عمق المشكلات أكبر مما يتصور البعض, ظاهر الصورة التي يتم تصديرها في كل مرة ، هو الخلاف المزمن ما بين طهران وواشنطن ، إلا أن حقيقة الأمر حسب رأيي تتعدى ذلك ، بل ان بعض القوى السياسية تتعمد تصدير صورة الخارج ، لكي تعفي نفسها من السؤال والمسؤولية ، وذلك ما افرزه أكثر من عقدين من الزمن ، فالحال هو الحال ، وهنا لا تستبعد الدور الخارجي بل إننا ننبه إلى أنه ليس بالدرجة التي يتم تصويرها عن طريق الإعلام ( تلفزيوني ـ مواقع التواصل) ، أن الجزء الأكبر حسب المعطيات من تأزم مخرجات الانتخابات تكمن بطبيعة القرارات التي من الممكن ان يتم اتخاذها لأي حكومة تنفيذية ، بالتالي ، ان طبيعة الملفات التي يجري الاجتماع حولها ، هي من تعقد اختيار الرئاسات بالدرجة الأولى.

ومن هنا يتم قراءة طبيعة الملفات المقبلة والتي على أساسها يتم فهم دور إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية من جانب ومن جانب آخر الداخل الذي هو الآخر ينقسم إلى قوى السلطة والشعب الذي بدوره ينقسم قسمين ( المصوتين ، المقاطعين) .

فلكل ملف قراءة خاصة به.

1ـ التوفيق ما بين طهران وواشنطن ، يأتي ذلك الملف ضمن تفسير الدولة لدى قوى السلطة فكلما اقتربت تلك القوى من الدولة تمكنت من الموازنة ما بين الدولتين المذكورتين.

وكلما ابتعدت عن تفسير الدولة تأزمت عملية الاختيار ، حتى تصبح أرجوحة يتم تحريكها من هنا وهناك ، الأمر الذي سيعرض النظام لخطر المغامرة غير المحسوبة.

2ـ أما الداخل فالخطورة تكمن ان كانت اختيار الأشخاص لترضية قوى السلطة على حساب الشعب بقسميه ، الأمر الذي يعني رؤية قاصرة لما يحتاجه المواطن من خدمات وعمل للشباب ، ما سيؤدي بنسبة كبيرة لعملية اشبه بصنع طعام بجدر (ضغط) بأدوات غير مؤهلة ، الأمر الذي يمكن أن يعرض تلك القوى لخطر المغامرة بمستقبلها وذلك الشق الثاني.

3ـ القسم الثالث يتعلق بفهم أولويات المصوتين والمقاطعين ، والذين يمثلون الحجر والركيزة الأهم بكل تلك المعادلة.

ان عدم إعطاء المصوتين لحقوقهم ، يعني خسارتهم.

وان عدم قراءة مطالب المقاطعين بشكل عميق وبرؤية وطنية يعني الاصطدام بالشارع عاجلاً ام أجلا.

الامر هنا يتطلب طاولة من الحوار الوطني وليس شيئاً آخر ، فالسياسة تقف عاجزة أمام تحقيق مطالب قوى السلطة ، لكنها أي السياسة تكون وسيلة لينة ان كانت الأهداف وطنية.

فكلما كانت الملفات وطنية كلما تراخى أمامها الخارج، وقويت بها حقوق وواجبات الداخل ، والعكس صحيح.

 


مشاهدات 45
الكاتب علي حداد
أضيف 2025/12/20 - 12:17 AM
آخر تحديث 2025/12/20 - 1:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 82 الشهر 14425 الكلي 12998330
الوقت الآن
السبت 2025/12/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير