كتاب صدر عام 1961 يرسم سيناريو سرقة المجوّهرات من اللّوفر
باريس - سعد المسعودي
تناقلت وسائل إعلام فرنسية عدة خبرا يربط بين عملية السطو على متحف اللوفر في باريس في 19 أكتوبر/تشرين الأول ورواية صدرت في عام 1961 تصف فيها أحد الشخصيات «كيف يمكن سرقة ماسة» بأشهر متحف في العالم «في وقت قياسي». وهي طريقة شبه مطابقة للأصل لتلك التي استخدمها السارقون الذين سرقوا «جواهر التاج».
وكأنها وصفة! «يكفي وضع سلم على الحائط، والصعود إلى الطابق الأول. ثم: كسر البلاط، قطع مسافة عشرة أمتار، كسر واجهة المحل بضربة مطرقة، وبالتالي نضع أيدينا على الشئ المقصود هذا ما نقرؤه في رواية «Appelez Fantômette» (اتصلوا بفانتوميت) للمؤلف جورج شوليه، التي تعود إلى عام 1961 والتي كشفها وشاركها أحد المستخدمين على تطبيق X (تويتر سابقا).
وتضيف الشخصية المذكورة في الرواية، وهي أصلا في السجن: «أؤكد لكم أن الأمر سيكون سهلا . ففي هذه القصة، وصف دقيق لكيفية سرقة ماسة بمتحف اللوفر في باريس «دون أن يؤذى أحد، وفي وقت قياسي». وهي الطريقة التي استخدمها المجرمون الذين نفذوا عملية السطو على المتحف الشهير في 19 أكتوبر/تشرين الأول.
وبخصوص مصير المجوهرات المسروقة، قالت خبيرة المزادات مارغــــــــــــو سيرانو، والمتخصصة في المجوهرات، في مقابلة مع صحيفة «لا ديبشيه دو ميدي» إن الوقت ربما فات لتصليحها في حال العثور عليها.وتابعت «أهمية هذه المجوهرات تكمن في أنها روائع من تراثنا في صناعة المجوهرات. لم يعد أحد يعرف كيف يصنع هذا النوع من القطع...». وأضافت قائلة إن «القيمة المستردة ضئيلة مقارنة بالقيمة التراثية المشكلة بالنسبة للصوص هي بيع كل هذه الأحجار. بالنسبة لي، سيحدث ذلك في الخارج. ومن المرجح أن الأحجار قد عبرت بالفعل حدودنا. إما أنها بعيدة بالفعل، أو أنها مخبأة في انتظار أن تهدأ الأوضاع.
وأفادت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية في باريس، لور بيكو، بأن منفذي السرقة أربعة رجال كانوا «ملثمين» وفروا على درجات نارية، وربما من المتعاونيين من داخل المتحف وأكدت أن البحث جار عنهم. بينما تعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن السلطات ستعثر «على المسروقات وسيحال الفعلة على القضاء».
وتحمل السرقة التي حصلت في أكبر متحف في العالم بصمة جماعات الجريمة المنظمة. وجرت العملية بين الساعة 9,30 و9,40 صباحا بالتوقيت المحلي، بواسطة شاحنة مجهزة برافعة ركنت لجهة رصيف نهر السين هناك صعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وقاموا بتحطيمها بواسطة جهاز قص محمول. ودخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات باهضة الثمن وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحلى فيهما.
وحظيت هذه السرقة باهتمام عالمي واسع، وأثارت جدلا سياسيا في فرنسا، ما أعاد فتح النقاش حول أمن المتاحف. ورأى وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين أن الواقعة أعطت صورة سلبية للغاية عن فرنسا لأنها تظهر فشل الأجهزة الأمنية. وأضاف: «الأمر المؤكد هو أننا فشلنا»، وشدد على أن الشرطة ستلقي القبض على المتورطين في نهاية المطاف.
وقال الوزير إن عملية السرقة استمرت «سبع دقائق»، وأن منفذيها لصوص «متمرّسون» قد يكونون «أجانب» و»ربما» عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة. بدورها أوضحت وزارة الثقافة أن أجهزة الإنذار على النافذة الخارجية لقاعة أبولون فضلا عن الواجهتين اللتين تحظيان بحماية عالية انطلقت بالتزامن عند وقوع العملية. وأشارت إلى أن سرعة تدخل موظفي المتحف دفعت اللصوص «إلى الفرار تاركين معداتهم خلفهم».