من یحكم العالم ؟
نبز شهرزوري
فكرة «من يحكم العالم « مستوحاة من المسلسل التلفزيوني الصيني، الذي يحمل نفس الاسم، لكن بصورة مختلفة.
من منظور السياسي یمكننا القول بأن من يحكم العالم الیوم، هم القادة السیاسیون لدول و رؤساء الحكومات والملوك والسلاطین .... « إلخ « .
لكن هناك قناعة لدی الناس بوجود قوة عالمية تتلاعب بمقدرات البشر و يُزعم أن هناك قوة خفية تتحكم بعالمنا من خلف الكوالیس، كما أشارة، رئيس وزراء بريطانيا في عام 1868( بنجامين دزرائيلي) : « ان من يحكم العالم أشخاص مختلفين اختلافاً شديداً عمن يتخيلهم الناس الذين لا يعلمون ببواطن الأمور» (ويكيبيديا) .
السؤال هو: من هم الجماعات الخفية التي تتلاعب بمصائرنا ومقدراتنا و تدفع الشعوب للقيام بثورات يقودها أشخاص يلفهم الغموض في السرية والخفاء ؟ اي القوة الخفیة التي تقف خلف تلك المخططات، لإدارة الصراعات والمنازعات ( المحلیة ،الاقلیمیة، العالمیة).
إن موضوع القوة الخفیة او السرية و نظريات المؤامرة حول النظام العالمي الجديد هي نفس الأجندة العالمية التي تقول.. بأن تلك القوی تتآمر لسیطرة علی العالم من خلال تشكیل حكومة عالمية قوية، تمحو الدول القومية بكل اشكالها بعد نزع السيادة منها في نهایة المطاف، لذلك يُتهم العديد من الشخصيات والعوائل المؤثرة في الحیاة السیاسیة والاقتصادیة، بحمل او قیادة هذه الاجندة، وإنها تعمل من خلال العديد من الشركات العملاقة لتنظيم الأحداث والازمات السياسية والمالية، التي تتسبب في الصراعات والحروب إلاقلیمیة والدولية، ویتم إتخاذ بعض الدول كأدوات لإدارة تلك الأزمات كمنطلق لمؤامرة وتحقيق الهيمنة على العالم.
لكن في الواقع هناك بعض القوی متمثلة ببعض العوائل في مختلف دول العالم، یتحكمون بالاقتصاد العالمي بشكل كبیر جدا ، مثل :
(عائلة روتشيلد )، التي تسیطر علی (الثروة،السلطة الخفیة)ومؤسس الإمبراطورية المصرفية و شبكات مالية في العالم و تتهم العائلة بدعم إسرائيل و الحركة الصهيونية كما إن العدید من البلدات والمستوطنات في إسرائيل سمیت بإسم العائلة، یعتبرها البعض تكريماً لهم لمساهمتهم بدعم إسرائیل .
ثراء عائلة روتشيلد الكبير ونفوذها الواسع في الشؤون المالية والاقتصادیة في جمیع انحاء العالم، جعل البعض یؤمنون بنظريات المؤامرة حولها ، في الحقیقة لا توجد معلومات موثوقة تثبت بالارقام ثروة عائلة روتشيلد، و من الصعب تقدير الثروة الإجمالية للعائلة، لأنها تتوزع أصولها المالیة عبر استثمارات وشركات في العالم، لكن العائلة كانت تمتلك أكبر ثروة خاصة في العالم في القرن الماضي، وحسب بعض المعلومات الاولیة، تقدر ممتلكاتهم الشخصية للعائلة في ما يقرب 500 مليار دولار ، و 100 ترليون دولار ممتلكاتهم المالية.
ثروة شخصية
لإخفاء الرقم الحقیقي لثروة العائلة، لا يوجد أي ذكر لهم في قائمة أغنى 500 شخصية في العالم، رغم أن هذه العائلة هي الأغنى علی مر التاريخ ، والسبب في ذلك يرجع إلى أن ثروة روتشيلد تم توزيعها على مئات الورثة منذ عددة قرون ، وبهذه الطریقة تم إخفاء قيمة الثروة الشخصية لكل فرد من أفرادها.
ثروات العالم موزعة كالتالي :
1٪ هم من یحكمون العالم، وهم العوائل المتنفذة.
4٪ یتم السیطرة علی افكارهم .
5٪ لدیم الاطلاع القلیل بما یجري .
90٪ في «حلم الغفلة»
لا توجد قوة اقتصادية تحكم السیطرة التامة والمطلقة علی اقتصاد العالمي في العلن، كما و تُظهر الأحداث التاريخية إن مركز القوة الاقتصادية تتغير باستمرار وليست في بید مجموعة واحدة فقط، مع ذلك تمارس بعض العائلات والمؤسسات المالية نفوذًا كبيرة من خلال ثرواتها الضخمة (مثل عائلة روتشيلد التي ساعدت في تمويل حروب القرن الماضي في أوروبا) لكن هذا لا يعني تحكمًا مطلقًا في العالم.
العائلات التي تحكم العالم ..
إن توزیع هرم السلطة في العالم للثروات المعلنة ، تبدأ من الدول والأنظمة والسلطات السیاسیة الحاكمة، وبعد ذلك المؤسسات المهيمنة على السياسة و الاقتصاد من خلال أدواتها الكثیرة، ثم يأتي دور البنوك العالمیة ومن ثم یأتي دور العوائل المسیطرة علی الهرم في القمة المالية التي تتحكم في العالم وثرواته بطریقة غامضة، والتي تحصل علی أرباحاً تُقدر بعشرات التريليونات من الدولارات.
اصبح الاعتقاد السائد، بأن ثروات العالم يتم التحكم بها من خلال بضعة أشخاص فقط یمثلون عدد عوائل متنفذة، وهم فعلیا یحكمون من خلف الكوالیس، عن طریق بعض الشركات العملاقةـ. عائلة (جون روكفيلر) مؤسس شركة « ستاندرد أويل « وهي إحدى الشركات الأمريكية المتحكمة في تكرير النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قدرت ثروت العائلة في قرن العشرین بحوالي 30 مليار دولار، في عهد الرئيس الأمريكي «روزفيلت» قام بتحذير «جون روكفيلر»
مؤسس الشركة الاحتكارية «ستاندرد أويل» وأغنى رجل في آمریكا آنذاك، بأن أرباح شركته تسعى لتكوين حكومة موازية مخفية بسبب احتكاره لكثیر من المفاصل الاقتصادیة في البلاد.
شركة «جي بي مورغان تشيس.. «(JP) هي واحدة من أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية والعالمية، وهي أكبر بنك في الولايات المتحدة وأحد أكبر البنوك في العالم ، في عام 2024، بلغ إجمالي أصولها حوالي (3.88) تريليون دولار ، حسب الاحصائیة التي نشرتها موقع( cheddar flow).
و استنادا إلى تقاریر « مجلة فوربس « (جي بي مورغان تشيس) هي ثالث أكبر شركة مساهمة عامة في العالم.
حرب عالمية
بسبب تأثير و نفوذ الشركة» جي بي مورجان» على الخزانة الأمريكية، دخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، وذلك لحماية قروض الشركة التي مُنحت لكل من فرنسا و بریطانیا، بقيمة 500 مليون دولار.
لقد إستطاعت تلك العوائل تكوين ثروتها الهائلة عند حدوث اي أزمة إقتصادیة العالمية، كما إن أعضائها یمتلكون العديد من المؤسسات المالیة الضخمة ، تتوزع استثماراتهم وفروع متعددة حول العالم، مما يجعل من الصعب تقدير دقيق لثروتهم الجماعية.
يروي المؤرخ البريطاني «آدم توز» في كتابه « الطوفان : الحرب العظمى، أمريكا وإعادة صنع النظام العالمي.
« اثناء الحرب العالمیة الاولی، قدمت الولایات المتحدة قروضاً للحلفاء من خلال البنوك الامریكیة، والحلفاء حولو تلك الاموال إلى المصانع الأمريكية التي وفرت لهم الإمدادات العسكریة واللوجستیة، بفضل المساعدات الامریكیة انتصرت بريطانيا وفرنسا في الحرب، لكنهما تحملتا خسائر اقتصادية فادحة وديونًا كبيرة، قدرت آنذاك حوالي 2.5 مليار دولار.
وبذلك نجحت الولایات المتحدة في الهيمنة علی النظام المالي العالمي وبالتالي أصبحت المتحكم الرئيسي في المال والسیاسة والاقتصاد العالمي.
بعد صعود الولايات المتحدة كقوى اقتصادية عظمى، برز دور هذه العوائل اكثر، التي تتملك نصف ثروات العالم تقریبا.
طبقًا لتقديرات خبراء المال، يقدر ثروة هذه العوائل بتريليونات دولار، إذا علمنا أن ميزانية جميع دول العالم لعام( 2025 ) بلغ قرابة ( )115 تريليون دولار أمريكي، (طبقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي).
معركة واترلو والسندات الحكومية البريطانية
في معركة « واترلو «بين نابليون والبريطانيا ، وصلت اخبار هزیمة الجيش البريطاني ،الی لندن ، لكن «ناثان روتشيلد « من عائلة روتشيلد، تمكن من معرفة الخبر الحقیقي عن طریق أحد عملائه، بان الجيش البريطانية هو المنتصر، قبل ان یصل الخبر الی الناس و الجهات الرسمیة، فقام «ناثان « ببیع كل السندات الحكومية التي يملكها في سوق لندن للأوراق المالية، فباع جميع المضاربين سنداتهم ایضا، مما أدى لانخفاض كبير في أسعار السندات، فقام» ناثان « بشراء السندات بسعرها المتدني، وبعد ذلك تم نشر الخبر بان بريطانيا انتصرت في المعركة والذي ادی الی ارتفاع قيمة الأسهم لأرقام خيالية.
المتحكمون بالعالم خلف الكوالیس يهدفون ومن خلال النظام العالمي الجديد، الوصول الی السلطة المطلقة لسيطرة على الثروات والموارد الطبیعیة، حسب خطة سریة مدروسة، لكي یستحوذون علی اغلب الانتاج العالمي و مراقبة بقیة الدول وهي تحارب من أجل 1% من الاقتصاد.