الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أبطال المحارب العالمي

بواسطة azzaman

أبطال المحارب العالمي

أحمد عبد المجيد

 

اغرورقت عيناي بدموع الفرح وانا أتابع استقبال فريق جهاز مكافحة الارهاب الفائز ببطولة المحارب العالمي. ويكتسب هذا الفوز بنظري، معاني شتى، أهمها ان الفريق نافس 23 دولة و38 فريقاً مماثلاً بعضها اكثر عراقة في تاريخ هذا الصنف القتالي، وأهمها أيضاً ان الفريق أظهر الوجه الوطني الأصيل للقوات المسلحة العراقية، المدافعة عن أرض العراق ومائه وسمائه، ما يعني ان أي تهديد لها سيواجه برد بطولي حاسم بفضل طاقات عناصر هذا الجهاز، وأهمها أيضاً وأيضاً ان التهديدات من أي مصدر ما عادت ترهب العراق أو تعيد انكفاء قدراته العسكرية الى واجهة الاحتمالات.

ويذكرنا هذا الفوز الكبير بالجهود البارة المبذولة من المؤسسين الاوائل وفي الذاكرة منهم الفريق أول الركن طالب شغاتي والفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي وغيرهما، الذين بذلوا جهوداً جبارة لصناعة ابطال بهذا المستوى الرفيع، ليس في الاستعراضات والمسابقات الدولية فحسب، بل في ميدان مقارعة الارهاب والانتصار على محاولاته.

ويلفت النظر في استقبال فريق الابطال ذلك العناق الاخوي الحميمي بين افراد الفريق العائدين الى بغداد من الاردن، على متن مروحية عسكرية، حيث التقى الضابط الرفيع زملاءه الابطال في الاحضان، وقبل وجناتهم واحداً واحداً، وما كان أي فرق لديه وهو يؤدي هذا الواجب الترحيبي الدال على طبيعة العلاقة الروحية بين ضباط الجهاز وجنوده، بين كبيرهم النقيب وصغيرهم الجندي. فالجميع لديه أدوا مهمتهم على أكمل وجه، ورفعوا راية العراق في أكبر المحافل العسكرية، وسط منافسة شديدة ومضمار بطولة ذات دلالات عميقة.

ويستدعي حصول هذا الفريق على بطولة المحارب الدولي، الدعم الحكومي المضاعف والدائم لعناصر الجهاز، الذي لم يبخل بالتضحيات الجسام في حرب تحرير المدن ودحر داعش، كما يستدعي تقديم شتى أوجه الرعاية والاهتمام له. فالبلاد التي تملك مثل هؤلاء المؤمنين لن تقارع ولن تهزم أو يخترق فضاؤها. ولعلني أستحضر فيهم قول الامام علي عليه السلام (الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان).

ان المقارنة بين هذا الانجاز وسواه تكشف عن ضرورة وضع التضحيات في موضعها المناسب، وبدلاً من نثر المكتسبات الشخصية على هذا وذاك من غير المستحقين، يجب منحها لمن يرفع اسم العراق عالياً ويخدم أهله في كل حين ويجتهد من أجل إلحاقه بالركب العالمي في ميادين العلوم كافة. فلنرفع أيدينا تحية لجهاز مكافحة الارهاب ولنصفق بحرارة لانجازاته الجديدة، ولنقتدي بعناصره البطلة، نحن في قطاعات الاعمار والبناء والطب والاعلام. وبدلاً من ان نثرثر وننكّل ببعضنا دعونا نطلق العنان للمحبة كي ننال وساماً آخر لبلادنا في البطولة العالمية للمواطنة والتآخي.

علينا ان ننهي ظاهرة هدر المليارات على مآرب السياسيين الفاسدين وائتلافاتهم الانتخابية، والاتجاه نحو تخصيصها لتنمية مهارات بقية صنوف القوات المسلحة ورفع مستوى جاهزيتها، أسوة بهذا الجهاز الحديدي الذي تنطبق على عناصره الآية الكريمة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..).

رفع الله رؤوس الفائزين وحفظ عوائلهم.


مشاهدات 74
الكاتب أحمد عبد المجيد
أضيف 2025/10/12 - 11:20 PM
آخر تحديث 2025/10/13 - 3:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 74 الشهر 8254 الكلي 12148109
الوقت الآن
الإثنين 2025/10/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير