قصة قصيرة
الحصان الاشقر
وجدان عبدالعزيز
اشياء الحديقة تحتفي بموسيقى غامضة .. تلتف على خصر نحيف يطرز رقعة الطيور القريبة من باحة خضراء تتوسط الحديقة وتخلي الجوانب ، لتبرز الاغصان يانعة ...
كانت تقول: يقول لي (انتِ اوفى من عصفوري المحلق فوق عشه ) وحاول لمس ردائي ومعانقة اشيائي لولا..
ظلت تختصر المسافات برقصات متتالية تلاطف خضرة المكان ورذاذ النافورة على الثيل الطاعن في خضرته..
قالت : كان يردد (الخيل الرشيقات يطاردن الريح ) وكنت اتبين ضحكا في عينيه الهادئتين تحت ذهب الاهداب ، كان اشقرا تمتص ملامحه اشعة الشمس..
حصانه ينط فوق الجدار المقابل على انغام العود الحزين ..
اتسعت الباحة برقصها المنفرد وحوافي نهديها المعراة كاشفة عن ساقيين عاجيتين نط حصانه الحائط اكثر من مرة ..
قالت : حين قبلني كانت وجنتاه محمرتين واطرافه ترتجف وكنت منهمكة برقصة زقزقات العصافير وحفيف الاشجار .. انحني امامه ..
الحصان بدأ ينفلت من عقاله وكنت على سرير وسط موسيقى باهتة واضواء خافتة اردد (لتبارك السماءهذا الحبيب الاشقر) لمساته اشهى من عسل الحلم .. على الحوائط تتشوق الطيور والزهور كما هي لهفة الغيوم الحبلى للمطر...
قالت :انا لايحلو لي الا الرقص تحت حبات المطر، لارضي كآبة قلبي كي ينزلق نحو الاختفاء .. اضم صوته يطيب لي ان اتدفأ قربه .. وهو يتلبس جريمته في سرقة قلبي .. حصانه يتعالى صهيله ويمتزج ورذاذ النافورة وحبات المطر التي تنزلق متوسلة الغيوم بضم انفعالها تحت يافطة الهدوء ...
قالت: دخلت حبات المطر من اعالي صدري وانسابت ، لسعتني برودتها ففززت راكضة نحو السرير، كانت ابتسامة رائقة تحيط به .. صهيل الحصان ملأ المكان وزحف نحو الغرفة..
آه .. قالت : انتحبت اوصالي على درجات المدخل وضوء القمر القاتم بين الغيوم يبارك وصوته الاشقر يحثني .. سندريلا .. وضعني فوق قمة كفه ثم ابتسم كانت اخر لحظة رأيته بها وغاب في ضباب ابيض ...