السيادة المشروخة
خالد السلامي
عندما قُسِّم الوطن العربي الى هذا العدد الكبير من الدول وجُعِل لكل دولة حكومة وجيش وشرطة ومخابرات واستخبارات وامن داخلي وقام الفاعل لكل هذا بتوزيع الاقليات القومية التي أُدخلت الى الأرض العربية بطريقة وأخرى وتقبلها المجتمع العربي عموما في كل اقطاره وتآخى وتعامل وتصاهر معها حتى اللحمة معها كالجسد الواحد والروح الواحدة هذا التلاحم الذي أغاض المهندس المُخطِط لهذا التوزيع السكاني المبرمج بدقة والذي كان يسعى ان تكون تلك الاقليات المحترمة سكينة خاصرة في الجسد العربي لكن تآخيهم مع اخوتهم العرب قد افشل ذلك المخطط مما اضطر اصحابه ( المخطط) الى العمل بكل ما يستطيعون لاستمالة البعض منهم بغية اثارة القلاقل والفتن في كل قطر عربي وحثهم على التمرد والمطالبة بحقوق يتمتعون بها اصلا في بلدانهم العربية التي يتواجدون فيها بينما ينكر أبسط تلك الحقوق في بلدان أخرى غير عربية يتواجدون فيها بإعداد تزيد عشرات الاضعاف عما موجود منهم في البلاد العربية بل ويتهمون من يطالب منهم بابسط تلك الحقوق بالإرهاب والتخريب . بينما كان بالإمكان لو كانت النوايا صادقة ان يجمع كل قومية في بلد مستقل حيثما يتواجدون كما حال الاخوة الاكراد حيث يتواجدون في أجزاء متصلة فيما بينها من أربع دول متجاورة فحرمهم من حقهم ووزعهم على تلك الدول ولو منحوا دولتهم لكانوا دولة كبرى فأخذ يدعم القسم الموجود منهم في الاقطار العربية بينما يحارب إخوانهم في الدول الاخرى غير العربية وكذلك الحال بالنسبة للمذاهب والاديان بكل تفرعاتها حيث كان بالإمكان ان يجعل اصحاب كل دين او مذهب في دولة خاصة بهم لكن الهدف الواضح الذي خطط له ذلك المهندس المجرم ومن يقف وراءه من رسم تلك الخرائط وذلك التوزيع السكاني وهو إبقاء العرب في حالة من التوتر والفلتان الامني وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي كان هو الدافع الأساسي لرسم تلك الخرائط للعالم العربي بكل تداخلاتها المقصودة بدهاء و خبث .
قواعد عسكرية
ولم يكتف اصحاب تلك المخططات اللعينة بكل تلك الأساليب والأَلاعيب بل جعل في أغلب تلك الاقطار او بالقرب من بعضها قواعد عسكرية تتحكم بوضع البلد في حال قيامه بأي محاولة للإفلات من سيطرته بينما لم نسمع عن وجود اية قاعدة عسكرية عربية في اي بلد من بلدان العالم بل ولم يسمح الحكام العرب لإقامة قواعد عسكرية عربية لأي منهم في قطره ، فصار على العرب ان يتقبلوا اي حاكم يدعمه اصحاب تلك القواعد سواء كانوا غربيين او شرقيين ، اسلاميين ام ديانات أخرى حيث يصدح ذلك الحاكم المُوَلَّى اساسا من قبل اصحاب تلك القواعد بالسيادة والاعتزاز بها وباستقلاليته واستقلال بلده بينما لا يمكنه ان يحيد عن توجيهات اصحاب تلك القواعد وخير دليل على كل ما تقدم ما جرى ويجري في فلسطين وآخرها ما يجري الآن في غزة والضفة الغربية بل وحتى في سوريا ولبنان واليمن حيث تمر طائرات الدعم والمساعدات للكيان العدواني من خلال تلك القواعد والأجواء والمياه العربية لتقتل اخوتهم العرب في فلسطين المحتلة دون ان يتمكن اي حاكم عربي من منعها .
لهذا فإن بقاء اية قاعدة اجنبية في الارض العربية حتى وان كانت اسلامية يجعل القطر المتواجدة فيه بلا سيادة وبلا قرار مستقل خارج عن ارادة اصحاب تلك القاعدة . لذا فعلى العرب إن أرادوا السيادة والسلامة لأقطارهم وشعبهم المُوزَّع على كل تلك الاقطار وخارجها ان لا يُبقوا على ارضهم اي اجنبي من خارج بلادهم موجود بصفة غير دبلوماسية او غير شرعية وينتقص من سيادتهم وألّا فلن تقوم لأمة العرب قائمة حتى قيام الساعة .