وشمت في روحي
شليمار عبدالمنعم محمد
حين وُلِدت فيك الحكاية
لم يكفني منك العمر...
كلما اقتربت،
وجدت بيني وبينك مسافة،
وكلما ضممت صورتك،
انسكب الزمان من بين يدي
كالماء من كفٍّ مثقوب.
حبنا لم يشبه الأرض،
بل شرارة من سماوات بعيدة
أضاءت قلبي،
ثم تركتني أتعثر في العتمة،
أبحث عن بقايا النور.
لم ألمس شفتيك،
لكني ذُبت في وعد واحد
يسكن عينيك.
لم أقبّل يديك،
فوجدت نفسي أعيش في ظلك.
أي حب هذا الذي ينهض
في داخلي كلما دفنته؟
أي نار هذه التي تحرقني
ولا تتركني رمادًا؟
قدري زهرة تقاوم ريح الفقد،
وتبقى جميلة
حتى في لحظة البعاد.
أنا وأنت... سر لا يعرفه سوانا،
حكاية لم تُكتب
بمداد على الورق،
لكنها وُشِمَت في روحي
كأنها دمي،
كأنها صلاتي،
كأنها أنا.
وغبت...
لكن الليل نسف صبري
وزرع صورتك في عيوني،
والأيام تزيد عطشي،
لأنك ماء روحي
وملاذ قلبي.
ثم عدت...
لا منكسرًا ولا ضعيفًا،
بل كعاصفة شوق تهزني،
كبحر يفيض
فلا يرده سد،
وكشمس تعود
فتغلب ليلها.
جئتني قويًا عاشقًا،
فانتصر الحنين.
احتضنتني
كما يحتضن الوطن أبناءه،
كما يضم القلب دقاته،
كما تضم السماء
نجومها عند الفجر،
حتى لا يوجد لي مكان
إلا حضنك