عيد وطني أم صنع في سويسرا ؟

عباس عبود سالم

تعمدت الحكومة العراقية إهمال  كل التواريخ المثبتة في روزنامة الاحداث العراقية من ثورات وحروب وانقلابات وانتفاضات وملاحم ومآثر ومنها يوم تاسيس المملكة العراقية ويوم تاسيس الجمهورية العراقية واختارت مناسبة بروتوكولية لا تخطر على بال احد وهي انضمام العراق إلى منظمة منحلة  لايتذكرها احد  مقرها في سويسرا كانت تسمى عصبة الامم ..

وهنا أضع امام الرأي العام والوطنيين العراقيين والمختصين بعض الهوامش  :

اولاً: ان اعتبار دخول العراق إلى عصبة الامم عيدا وطنيا يرسخ حقيقة ان شرعية العراق كدولة جائت من الخارج لا من خلال  الإرادة الوطنية العراقية.

مملكة عراقية

ثانيا: ان دخول العراق إلى عصبة الامم كان من نتائج المعاهدة العراقية البريطانية  عام 1930 التي هندسها وصممها وأشرف على تنفيذ بنودها السير برسي كوكز المندوب السامي البريطاني في العراق وهو احد اهم عرابي مؤتمر القاهرة 1921 الذي اسفر عنه قيام المملكة العراقية واختيار فيصل بن الحسين ملكا على العراق.

ثالثا: ان العراقيين الذين ساهموا في صناعة هذه  المناسبة عام 1932 لم يكونوا من التيار الوطني العراقي بل من رجال البلاط الملكي وأحزاب السلطة وكبار الموظفين في الدولة  ومستشاريهم البريطانيين..

رابعا: ان اختيار هذه المناسبة هو بمثابة اعتذار للملكة المتحدة عن ثورة العشرين وعن ثورة 14 تموز وما تبعها من نتائج.. فالأعياد الوطنية للدول عادة ماتكون مناسبة لإنعاش ذاكرة الشعوب بقوة وعظمة وعبقرية اسلافهم لا بدخول منظمات ميتة.

خامسا: ان الاحتفال بهذه الطريقة يصغر دولة بحجم العراق فدخول دولة موجودة أصلا قبل 5000 عام في منظمة فاشلة لايتجاوز عمرها 26 سنة ولم يعد لها وجود منذ عام 1946..لايمكن ان يكون مناسبة للاحتفال ..

علينا ان نخجل من التاريخ

ان نحترم الحضارات العظيمة التي تعاقبت على ارض الرافدين

علينا ان نعود عراقيين كما نحن منذ فجر الحضارات

علينا مراجعة افكارنا

واي فكر سياسي يقودنا

واي نظرية تحرك أدمغتنا المهووسة بكل ماهو اجنبي إلى درجة اننا نحتفل اليوم بعراق إنكليزي عراق صنع في سويسرا …