السيادة العربية خط احمر
حاكم الشمري
انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة على وقع الاعتداء الإسرائيلي المباشر على قطر وتواصل العدوان على قطاع غزة، وجاءت لتؤكد أن العرب باتوا أمام منعطف تاريخي يتطلب موقفًا موحدًا.
الهجوم الذي استهدف مقرًا سكنيًا في الدوحة وأسفر عن سقوط ضحايا، لم يُنظر إليه كحادث عابر بقدر ما عُدّ خرقًا خطيرًا للسيادة العربية ورسالة تهديد تتجاوز حدود فلسطين لتطال دول المنطقة جميعًا. وفي هذا السياق، اكتسبت القمة أهمية استثنائية لأنها ربطت بين الدفاع عن غزة وحماية سيادة قطر، باعتبار أن المعركة اليوم لم تعد تخص الفلسطينيين وحدهم بل هي معركة كل العرب في وجه التوسع الصهيوني الممتد من النيل إلى الفرات.
وقد اختتمت القمة أعمالها ببيان ختامي صلب، أكد فيه القادة العرب والمسلمون دعمهم الكامل لقطر ورفضهم القاطع لأي مساس بسيادتها، كما شددوا على أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتوسعه نحو دول عربية يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي والإسلامي.
البيان لم يقتصر على التنديد بل حمل دلالات سياسية عميقة، إذ أعاد الاعتبار لمبدأ التضامن العربي والإسلامي، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية في محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها. كما أعاد تثبيت مركزية القضية الفلسطينية في أجندة العمل العربي، بالتشديد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أهمية البيان تكمن في كونه نقطة تحول، إذ لم يُطرح باعتباره مجرد موقف عابر، بل كمشروع لإعادة تفعيل آليات الدفاع المشترك ومراجعة العلاقات مع إسرائيل إذا استمر العدوان. وهو ما يمنح القمة في الدوحة طابعًا فارقًا عن القمم السابقة، كونها وضعت خطًا سياسيًا أحمر أمام التوسع الإسرائيلي، وأكدت أن السيادة العربية خط أحمر، وأن الدفاع عنها واجب جماعي لا يقبل التراخي أو المساومة.