الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحلة في ذاكرة شارع الرشيد

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

رحلة في ذاكرة شارع الرشيد

هاشم حسن التميمي

 

مرة اخرى اجد نفسي في موقف الثناء على جهود  دار المامون للترجمة والنشر   لرصانة وتنوع مطبوعاتها وهذه المرة لمبادرتها لتسليط الضوء على  الاهمية التراثية والوطنية لشارع الرشيد في ندوة  استذكارية راقية بمضمونها  وبنوعية من حضرها وافاق توصياتها بتعزيز الهوية الوطنية من خلال احياء معالمها التراثية بطرق علمية وبمشورة الخبراء من اهالي بغداد فهم اعرف الناس باسرارها وتفاصيل حاراتها.

هذه الدار  وبحضور  مديرها العام السيدة اشراق عبد العادل نظمت الخميس الماضي ندوة ثقافية بعنوان “قراءة في كتاب رحلة في ذاكرة شارع الرشيد” للكاتب سعدون الجنابي، قدّمها الباحث التراثي نبيل عبد الكريم الحسيناوي، رئيس مجموعة تراثنا عراقي،.

 استعرض فيها باسلوب سلسل وثقافة غنية  فصول كتاب الجنابي وهي يوميات و مذكرات ومشاهدات لمواطن عراقي  اصيل تشبعت روحه قبل عينيه وعقله بصور ذلك الشارع وهو يتجول فيه ايام طفولته وصباه وشبابه حتى  اختزنت ذاكرته ووجدانه بتلك الذاكرة الحية التي مازالت حاضرة معه   بقوة وشوق وهو الان يعيش بعيدا في المهاجر  لكنه مازال يعيش في شارع الرشيد ودار المامون ووزارة الثقافة.

 لقد نقلنا المتحدث الحسيناوي البغدادي عبر رحلة ممتعة  وروح  بغدادية اصيلة  غمرتنا بالفرح والامل..وجعلتنا   نطوف معه ومع صفحات الجنابي في حارات الرشيد ومعالمه  وشخوصه  نتامل  ونتالم لما ال اليه شارعنا وحلمنا البغدادي وعجزنا من ايقاف التمادي على تراثنا بعد ان سلمت المحاصصة امانة بغداد لغير اهلها.

    قدم لنا المتحدث قراءة تفصيلية لمضامين الكتاب، مبرزًا ما يحمله من توثيق دقيق لتاريخ الشارع وتسمياته المتعددة وأسبابها، مشيرًا إلى أن (شارع الرشيد الذي افتتح عام 1916 في العهد العثماني، يُعد أول شوارع بغداد الحديثة وأكثرها شهرة، وشكّل لعقود طويلة القلب النابض للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العاصمة، باحتضانه للمقاهي الثقافية ودور السينما والمسارح والأسواق التجارية، ما جعله ملتقى للمثقفين والسياسيين والفنانين. كما تميز بجمال مبانيه ذات الطراز البغدادي والأوروبي وبمعالمه الشهيرة مثل جامع الحيدرخانة، وسوق الهرج، وساحة الميدان، فكان شاهداً على تحولات المجتمع العراقي وكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية).

ماقدمه الحسيناوي  وما كتبه الجنابي  يمثل  وثيقة  وشهادة حية دوّن فيها المؤلف مشاهداته وما اختزنته ذاكرته، ليبقى سجلاً حيّاً يوثق للأجيال المقبلة تاريخ هذا الشارع الحيوي وأحداثه الخالدة. وفي الختام ونحن نثمن جهود الحكومة في اعادة اعمار البعض من معالم هذا الشارع العريق لابد  من التاكيد على ضرورة وضع ستراتيجية متكاملة لاحياء معالم بغداد التراثية بصورة شاملة وليس انتقائية تبرز هويتها   الحقيقية ثم تهيأتها للعرض السياحي وهذا الامر يحتاج الاستعانة بالاصلاء من اهالي بغداد لادارتها ووضع خطط اعمارها وفي مقدمتهم شخصيات تعشق بغداد وتحفظ عن ظهر قلب اسماء حاراتها وشخصياتها وحوادثها…ومنهم  د علي الحداد، د عبد المجيد ،  والعبيدي ، والبديري، ، والاثري ، ابو علوش ، ومقداد. وتطول القائمة …وبامكان هؤلاء ان يضعون خطة لاسوار بغداد وتفاصيل معالمها وتسمياتها وتسعى لاعمارها  من الداخل وليس الظاهر  لنحدث ثورة تراثية غير مسبوقة، فالتاريخ والابداع يكمن في ( الحارات والدرابين ) وليس في واجهات المباني

استثمروا هذه العقول والارواح المحبة لبغداد قبل فوات الاوان.. وفقدان المعلومات الجوهرية والاكتفاء بالقشور… وهي لاتعوض عن الاصول..دعوتنا الاخيرة وثقوا بالصوت والصورة كل صغيرة وكبيرة عن بغداد من خلال الشهود الاحياء عشاق مدينتهم .. بعيدا عن الدخلاء الذين يشوهون ولايعمرون..!

 

 

 


مشاهدات 44
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/10/05 - 3:28 PM
آخر تحديث 2025/10/06 - 1:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 56 الشهر 3469 الكلي 12043324
الوقت الآن
الإثنين 2025/10/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير