فنانة مغربية لـ (الزمان): الملحون تاريخ وهوية توارثناه منذ خمسة عشر قرناً
الرباط – الزمان
في هذا الحوار الخاص لـ (الزمان)، نستضيف الفنانة المغربية، الشابة الموهوبة، سهيلة الصحراوي (24 عاما) وهي من مواليد مدينة مولاي إدريس زرهون، وتعد واحدة من أجمل وأبرز الأصوات النسائية اللامعة في الغناء الملحوني.
فنانة شابة، شقت طريقها الفني بثبات، وتعلمت أصول الفن، وحرفته على يد الأستاذ والشاعر حسن السليماني، والشيخ محمد العبدلاوي، وبالتالي فإن صوتها الجميل يطرب كل من يسمعه.
وسهيلة الصحراوي، لها مؤهلات فنية تجعلها متميزة في الأداء، وتتميز بضبطها للإيقاع والحضور القوي في السهرات والمهرجانات التي حظيت بالمشاركة فيها.
وسنتعرف في هذا الحوار على سهيلة الصحراوي، وبداياتها الفنية، ومن أثر فيها، وأفق طموحها، ثم التحديات التي واجهتها.
وقالت كما انها “حاصلة على عدة شواهد مشرفة، ومعترف بها سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وتضيف أنها باحثة في فن الملحون، وصنفت سنة 2018 كأحسن صوت نسوي بجهة فاس مكناس. وتوج مسارها الفني بحصولها على الرتبة الأولى في إنشاد قصائد الملحون، ثم عند مشاركتها في الملحمة الوطنية الكبرى لفن الملحون من تنظيم أكاديمية المملكة المغربية في إطار تصنيف فن الملحون كتراث عالمي إنساني.
وتابعت في جوابها على أسئلة حوارها مع (الزمان) الدولية، أنها نشأت في أسرة عاشقة للتراث المغربي بشتى أنواعه، وخصوصا فن الملحون وعيساوة ، “وهذا كان أمرا محفز لها في بدايتها حيت تلقت الدعم والتشجيع من جميع أفراد الأسرة.”
وأكدت سهيلة الصحراوي، خريجة المعهد الوطني بمدينة مكناس أن “لها طموح كبير لتعمل بجد واجتهاد للحفاظ على هذا الموروث على أصوله وبقواعده كما ينبغي أن يكون.” كما كشفت أن لها تنوع غنائي فهي بالإضافة أنها منشدة لفن الملحون فهي تغني الأندلسي، والعيساوي، والݣناوي.
وكان لـ (الزمان) معها الحوار التالي:
-ماذا يعني لك فن الملحون.. هل هو فن ثابت ام يتجدد ، وله كذلك جمهور شبابي يهتم به رغم موجة الأغاني التي تبث اليوم وتفسد الذوق الجمالي ؟
فن الملحون بالنسبة لي ليس فقط فن أو تراث، بل هو تاريخ وحضارة وهوية مغربية توارثناها أبا عن جد منذ خمسة عشر قرناً . شهد على أحداث وظواهر وحروب وانتصارات، وذلك نراه من خلال القصائد الجميلة التي تؤرخ في مضمونها حقب من تاريخ المغرب العريق وكل ما يشمل الثقافة المغربية.
- ماهي الروافد التي نهلت منها في مسارك الفني لحمل المشعل في فن الملحون ؟
لقد أصبح لدينا شباب طموح، غايته الحفاظ على المشعل الذي أخذناه عن شيوخنا أملا أن نوصله للأجيال القادمة، كما ينبغي وبالطريقة التي ستكون سلسة لأن الأذن الموسيقية تتغير مع مر الزمان.
ولهذا فإن هدفي وهدف كل شاب أو شابة غيورين على الفن والتراث المغربيين، هو التجديد في هذا التراث مع الحفاظ على القالب الأصلي، لكي لا يخرجه عن طابعه مع إضافة لمسة شبابية معاصرة.
رغم الموجة الموسيقية الكبيرة والانفتاح على الموسيقى الغربية أو الشرقية الحمد لله أنه هناك شباب وأطفال كذلك يتوافدون على المعاهد والجمعيات، التي تهتم بفن الملحون، للتعلم والحفظ، وهنا يظهر دور الآباء لأن المحيط يلعب دورا كبيرا في التربية سواءً الفنية أو الاجتماعية؛ لذا أنا دائمًا أحُثُّ على الآباء والأمّهات أن يجعلوا أطفالهم يتقربون من كل ماهو مغربي، حفاظا على موروثنا الثقافي الذي نعتز ونفتخر به.
- من أثر فيك من شيوخ فن الملحون فاستلهمت منهم قواعد ومبادئ تطوير موهبتك؟
قدوتي في فن الملحون هو الشيخ الغني عن التعريف الحاج الحسين التولالي رحمه الله ومن الأصوات النسوية الفنانة والأستاذة حياة بوخريص.
كما تتلمذت على يد مجموعة من الشيوخ والأساتذة الذي تركوا بصمة في مساري الفني مشكورين جميعهم كل واحد باسمه.
- هل كان للمدينة التي نشأت وترعرت فيها ولأسرتك أثر عليك لتكوني فنانة تختار فن الملحون العريق؟
كان لمسقط رأسي مدينة مولاي إدريس زرهون أثر كبير لتعلقي وحبي لفن الملحون، وعيساوة وݣناوة والأندلسي وغيرهم من الألوان التراثية المغربية.
حيث تعتبر مدينة زرهون عاط فن الملحون، والموسيقى التراثية والصوفية، ومحج للمتصوفين والشيوخ والمريدين من جميع أنحاء العالم وخير دليل على ذلك هو “موسم المولى إدريس الأكبر” الذي يقام سنويا، ويجمع بين مجموعة من الأصناف التراثية كمتنفس للمحبين والمزاولين لهذه الفنون.
وكذا محيطي الأسري كان له دور كبير أيضا لأنني نشأت في أسرة عاشقة للتراث المغربي بشتى أنواعه وخصوصا فن الملحون وعيساوة، وهذا كان أمر محفز لي في بدايتي، حيت تلقيت الدعم والتشجيع من جميع أفراد الأسرة.
بعد مصاحبتي لمجموعة من الشيوخ والأساتذة في فن الملحون و ارتوائي من رأس العين، كان يجب أن أتلقى أيضا دراسة أكاديمية لصقل موهبتي وذلك بعد إصرار أسرتي. بعد دراستي في المعهد الوطني بمدينة مكناس، أخذت طريق البحث في فن الملحون والحمد لله الذي وفقني أن أكون واحدة من الشباب، الطموح، الذي يعمل بجد وإجتهاد للحفاظ على هذا الموروث على أصوله، وبقواعده كما ينبغي أن يكون .
- لو تتحدثي لنا عن مجموعتك الغنائية التي تترأسينها وأهم وأبرز المحطات والمشاركات الفنية لك وبعض الأغاني التي تشتهرين بها؟