الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أوربا تعترف بالدولة الفلسطينية

بواسطة azzaman

أوربا تعترف بالدولة الفلسطينية

جاسم مراد

 

بعد نضال عسير وتضحيات كبرى ، على المستويين الشعبي والرسمي ، لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والسلطة الفلسطينية ، لم تتجرأ أوروبا تجاوز البيانات والاشعارات الرسمية في الحديث عن فلسطين ، وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على ارضة المحتلة ، حتى القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن الخاصة بقضية فلسطين ، باتت اشبه ما تكون للذكرى ، وبالعض كان يمارس اثبات الحضور لكي يؤشر للفلسطينيين والعرب ، نحن لم ننسى همومكم ، هذا في الماضي ، أما بعد ذلك ، كادت هذه القضية أن تنسى على كل جبهات العمل العربي والإسلامي والدولي .

هنا يبرز السؤال المهم ، لماذا استنهضت أوروبا، في تقديرنا المتواضع ، هناك مسألتان اساسيتان لهذا الاستنهاض ، أولهما طوفان الأقصى الذي اثبت إن النضال المسلح الفلسطيني على الرغم من التباين الشاسع في الإمكانيات ، إلا إن العقل الفلسطيني مبدع في تحويل الوسائل البدائية في النضال ، الى قوة هامة فقدت إسرائيل قدرتها على التصدي لها ، واستولت مجموعة من الشبان على معسكرات فرقة وقواعد امنية ، وقد ساعد إسرائيل على إعادة توازنها أوروبا وامريكا ، القضية الثانية ، غزة تلك المدينة الأسطورية في خارطة العالم ، فهي المدينة الأولى عالمياً التي خضعت لعمليات إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال ، وهي المدينة الأولى التي تخضع لتجويع ليس له مثيلاً في التاريخ البشري ، والمدينة الأولى في العالم التي تتعرض لفرض التهجير من اكبر واقوى دول العالم هي واشنطن ومعها إسرائيل ، والمدينة الأولى في العالم التي يموت من اطفالها جوعاً بين كل ثلاثة أطفال يسقط طفلاً ، والمدينة الأولى في العالم التي ليس لها نصير لا من ذوي القربي ولا من دعاة الانتماء الديني ، والمدينة الأولى في العالم التي استنهضت شعوب أوروبا ، وجعلت الانقسام واضح بين حكام أوروبا وشعوبها بسبب غزة .

هوية عربية

قيل لنا ليست غزة وحدها التي صمدت وقاتلت وجاعت ، هناك قبلها فيتنام التي قاتلت ( 20) عاماً ، نعم هذا صحيح ، لكن فيتنام كان يمدها ويعاونها كل المعسكر الاشتراكي آنذاك ، وبالخصوص الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي ، لكن غزة ليس لها أحد لا من هويتها العربية ، ولا من المعتقدات الإسلامية ، بل الادهى من ذلك إن معظم العرب يدينونها على صمودها وبسالة شعبها .

وبسبب المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال وحرب التجويع المدمرة التي لم يشهد مثلها التاريخين القديم والجديد ، كان الموقف الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطين على الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس ، هذا الاعتراف الذي يبدأ من الشهر القادم فهو يحمل دلالتين ، الأولى ليس باستطاعة القيادات السياسية الأوروبية الإجابة على تساؤلات شعوبها عما يجري في غزة من التجويع حتى الموت ومن القتل الجماعي للسكان المدنيين ، والجانب الثاني إن الحديث الأوروبي الأمريكي عن ديمقراطية إسرائيل وانها الدول الوحيدة المتمدنة في المنطقة ، اسقطتها وكشفتها غزة ، من ان إسرائيل كيان عنصري بربري وحشي لا يميز في القتل بين طفل رضيع وأم حامل في شهرها السابع ، وانها الدولة التي هددت سكان غزة على لسان وزير التراث الإسرائيلي بضربها بالقنابل النووية ، إذن كشفتها غزة بلحم اطفالها ، إنها ليست ديمقراطية ، بل هي دولة وحشية ، وأكدت ذلك الشعوب الأوروبية التي باتت تطارد الجنود والضباط الإسرائيليين لانهم مطلوبون للعدالة الدولية بسبب ما فعلوه بشعب غزة .

لهذه الأسباب وغيرها ، أعلنت بعض الدول الأوروبية الاعتراف امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الجلسة المقبلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، إذن ليقل ما يقال عنا أو ليذهب هذا الموضوع خارج مكانه لكننا نؤكد بأن المقاومة هي التي أجبرت العالم للاعتراف بفلسطين وليس سياسات السكوت والرغبة بالانطواء ، وغزة تلك المدينة القريبة من الله بأطفالها المذبوحين الجياع ، وبها ومنها يصل صوت تلك الدكتورة الى الله التي ضحت ب ( 9) من أولادها وظلت تعمل من اجل أطفال غزة ثم لحقتهم هي وزوجها الدكتور، هل هناك شعب مثل هذا الشعب الغزاوي ..؟


مشاهدات 47
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/08/03 - 2:41 PM
آخر تحديث 2025/08/04 - 4:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 155 الشهر 2333 الكلي 11277419
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير